حتى ظننا أنا لن نجده وما نصنع بعيش خير من هذا) فلم يرتحلوا (قال وقالت طائفة وهم أقلهم ألم تعطوا هذا الرجل عهودكم ومواثيقكم بالله أن لا تعصوه شيئاً وقد صدقكم في أول حديثه فوالله ليصدقنكم في آخره فراح فيمن اتبعه) أي ارتحلوا معه حيث أشار وفى لفظ فراح وراحوا معه فأوردهم ماء رواء ورياضاً خضراً (وتخلّف بقيتهم فنذر بهم عدوّ) فأغار عليهم (فأصبحوا من بين أسير وقتيل).
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا هكذا بطوله ولأحمد والطبراني والبزار من حديث ابن عباس أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أتاه فيما يرى النائم ملكان الحديث فقال أي أحد الملكين إن مثل هذا ومثل أمته مثل قوم سفر انتهوا إلى مفازة فذكر نحوه وأخصر منه وإسناده حسن انتهى.
قلت: وبخط الحافظ بن حجر إسناده صحيح واللفظ الذي ساقه المصنف وهو سياق حديث الحسن عند ابن أبي الدنيا وقد روى نحوه ابن عساكر عن ابن المبارك قال بلغنا عن الحسن قال ابن عساكر وهذا مرسل وفيه انقطاع بين ابن المبارك والحسن.
٢٩٧٥ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - حبب إليّ من دنياكم ثلاث الطيب والنساء وقرة عيني في الصلاة) رواه النسائي والحاكم من حديث أنس دون قوله ثلاث وتقدم في النكاح وفي بعض ألفاظه وجعلت قرة عيني في الصلاة وفي بعضها وجعل وتقدم تفصيل ذلك ومنهم من قال إن لفظ ثلاث لم يقع في شيء من طرقه بل زيادته محيلة للمعنى ولكن شرحه أبو بكر بن فورك في رسالة ووجهه بما حاصله في كلام المصنف حيث قال (فجعل الصلاة من جملة ملاذ الدنيا وذلك لأن كل ما يدخل في الحس والمشاهدة فهو من عالم الشهادة وهو من الدنيا والتلذذ بتحريك الجوارح بالركوع والسجود وإنما يكون في الدنيا فلذلك أضافها إلى الدنيا) فعلى هذا لفظ الثلاث إن ثبت لا يكون محيلاً للمعنى ولكن لما لم يكن في