سلمة بن الأكوع ولفظه بقبضة من تراب الأرض كما هو عند المصنف وعند غيره أنه - صلّى الله عليه وسلم - تناول حصيات من الأرض ثم قال شاهت الوجوه ورمى بها في وجوه المشركين والجمع بينهما أنه يحتمل أنه رمى بذا مرة وبالآخر أخرى أو أنه أخذ قبضة واحدة مخلوطة من حصى وتراب وروى أحمد وأبو داود والدارمي من حديث أبي عبد الرحمن الفهري أنه - صلّى الله عليه وسلم - اقتحم عن فرسه فأخذ كفاً من تراب قال فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني أنه ضرب وجوههم وقال شاهت الوجوه فهزمهم الله تعالى قال يعلى بن حطان راويه عن أبي همام عن أبي عبد الرحمن الفهري فحدثني أبناؤهم وهم عن آبائهم أنهم قالوا لم يبق منا أحد إلا امتلأت عيناه وفمه تراباً وروى أحمد والحاكم من حديث ابن مسعود فحادت به بغلته - صلّى الله عليه وسلم - فمال السرج فقلت ارتفع رفعك الله فقال ناولني كفاً من تراب فضرب وجوههم وامتلأت أعينهم ترابا (ونزل بذلك القرآن في قوله تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) رواه ابن مردويه في تفسيره من حديث جابر وابن عباس قال ابن حجر في شرح الشمائل وقد ضلت جماعة في فهم هذه الآية حيث جعلوها أصلاً في إبطال نسبة الأفعال إلى العباد ولم يبالوا بما يلزم على ذلك من أن يقال وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى والمراد أن تلك الرمية لما لم تبلغ ذلك المبلغ عادة بين الله تعالى أن من نبيه المبدأ ومنه تعالى الغاية وهو الإيصال.
٢٣٢٢ - من معجزاته - صلّى الله عليه وسلم - أنه (أبطل الله الكهانة بمبعثه - صلّى الله عليه وسلم - فعدمت وكانت) قبل (ظاهرة موجودة).
قال العراقي: رواه الخرائطي من حديث مرداس بن قيس الأوسي قال حضرت النبي - صلّى الله عليه وسلم - وذكرت عنده الكهانة وما كان من تغييرها عند مخرجه الحديث ولأبي نعيم في الدلائل من حديث ابن عباس في استراق الجن السمع فيلقونه على أوليائهم فلما بعث نبينا محمد - صلّى الله عليه وسلم - زجروا بالنجوم وأصله عند البخاري بهذا السياق اهـ.
قلت: مرداس بن قيس هذا ذكره أبو موسى في الذيل والحديث الذي