ذاهب وتاركه للناس وأخرج عبد بن حميد عن الحسن مرسلاً مرفوعاً يقول ابن آدم مالي مالي وما له من ماله إلا ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأمضى.
٢٩٤٦ - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - الدنيا دار من لا دار له) قال الطيبي لما كان القصد الأوّل من الدار الإقامة مع عيش هنيء أبدي والدنيا بخلافه لم تستحق أن تسمى دار فمن داره الدنيا فلا دار له إن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون قال عيسى عليه السلام من ذا الذي يبني على البحر داراً ذلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً (ومال من لا مال له) لأن القصد من المال الإنفاق في وفرة القرب فمن أتلفه في شهواته واستيفاء لذاته فحقيق بأن يقال لا مال له وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ولذلك قدم الظرف على عامله في قوله (ولها يجمع من لا عقل له) لغفلته عما يهمه في الآخرة ويراد منه في الدنيا والعاقل إنما يجمع للدار الآخرة وتزودوا فإن خير الزاد التقوى (وعليها يعادي من لا علم عنده وعليها يحسد من لا فقه له ولها يسعى من لا يقين له).
قال العراقي: رواه أحمد من حديث عائشة مقتصراً على قوله دار من لا دار له ولها يجمع من لا عقل له دون بقيته وزاد ابن أبي الدنيا والبيهقي في الشعب من طريقه ومال من لا مال له انتهى.
قلت: رواه أحمد من طريق ذويد عن أبي إسحاق عن عروة عن عائشة ورجاله رجال الصحيح غير ذويد وهو ثقة ورواه البيهقي أيضاً من حديث ابن مسعود موقوفاً قال المنذري وإسناده جيد.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٤٥)(وعليها يعادي من لا علم له، وعليها يحسد من لا فقه له ... ) لم أجد هذه الزيادة.
٢٩٤٧ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - من أصبح والدنيا أكبر همه فليس من الله في شيء) أي لا حظ له في قربه ومحبته ورضاه رواه ابن أبي الدنيا من حديث