إلى منديل في الخزانة فيه ثوب من ثياب النبي - صلّى الله عليه وسلم - وقراضة من شعره وأظفاره فاستودع القراضة أنفي وفمي وأذني وعيني واجعل الثوب على جلدي دون أكفاني ويا يزيد احفظ وصية الله في الوالدين فإذا أدرجتموني في جديدي ووضعتموني في حفرتي فخلوا معاوية وأرحم الراحمين).
قال ابن أبي الدنيا: حدثني هارون بن سفيان عن عبد الله السهمي حدثنا ثمامة بن كلثوم أن معاوية قال يا يزيد إذا وفى أجلي فول غسلي رجلاً لبيباً فذكره إلخ وفيه فخلوا بين معاوية وأرحم الراحمين.
وقال صاحب كتاب المتفجعين: حدثنا محمد بن علي بن ميمون العطار حدثنا أبو طاهر موسى بن محمد بن عطاء المقدسي حدثنا خالد بن يزيد بن صالح المري عن يونس بن حلبس عن الضحاك بن قيس قال شهدت معاوية وهو يموت فقال لقد أردفني رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ثم التفت إلي فقال ألا أكسوك قميصاً قلت نعم فخلع قميصه وكساني فلبسته ثم نزعته فدفعته إلى رملة بنت معاوية وشهدت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وقد قص من شعره وأظفاره فأخذه ودفعه إلي فجعلته في صرة وختمت عليه ودفعته إلى رملة ثم قال إذا مت فاجعلوا قميصي الذي كسانيه رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - مما يلي جلدي وخذوا أظفاره وشعره فاحشوا بها أنفي وفمي وعيني ثم بكى وبكينا فلما مات معاوية فعلنا ذلك.
٤٠٠٥ - قال محمود بن محمد بن الفضل: حدثنا علي بن عثمان النفيلي حدثنا أبو مسهر حدثنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري حدثني أبي حدثني سعيد بن حريث قال لما كانت الغداة التي مات معاوية في ليلتها فزع الناس إلى المسجد ولم يكن خليفة بالشام قبله مات فكنت فيمن أتى المسجد فلما ارتفع النهار وهم يبكون في الخضراء وابنه يزيد غائب في البرية وهو ولي عهده وخليفته يومئذ على دمشق الضحاك بن قيس الفهري إذ قعقع باب النحاس الذي يخرج منه إلى المسجد من