ما لهم معيشة غيره فقال أما إذا ذكرت هذا من أمره فإنه شكا كثرة العمل وقلة العلف فأحسنوا إليه وقد روى في قصة سجود الجمل له روى أحمد والنسائي من حديث أنس قال كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسقون عليه وأنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره وإن الأنصار جاؤا إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - فقالوا إنه كان لنا جمل نسقي عليه وأنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش النخل والزرع فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لأصحابه قوموا فقاموا فدخل الحائط والجمل في ناحية فمشى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - نحوه فقالت الأنصار يا رسول الله قد صار مثل الكلب وإنا نخاف عليك صولته فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ليس عليّ منه يأس فلما نظر الجمل إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه فأخذ رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بناصيته أذل ما كان قط حتى أدخله في العمل الحديث.
٢٣٣٣ - (قال لنفر من أصحابه) كانوا (مجتمعين أحدكم ضرسه في النار مثل) جبل (أحد فماتوا كلهم على استقامة وارتد منهم واحد فقتل مرتداً).
قال العراقي: ذكره الدارقطني في المؤتلف والمختلف من حديث أبي هريرة بغير إسناد في ترجمة الرجال بن عنفوت وهو الذي ارتد وهو بالجيم وذكره عبد الغني بالحاء المهملة وسبقه لذلك الواقدي والمدائني والأوّل أصح وأكثر كما ذكره الدارقطني وابن ماكولا ووصله الطبراني من حديث رافع بن خديج بلفظ أحد هؤلاء النفر في النار وفيه الواقدي عن عبد الله بن نوح متروك اهـ
قلت: وعنفوت بنون وفاء ذكر أبن أبي حاتم أنه قدم في وفد بني حنيفة وكانوا بضعة عشر رجلاً فأسلموا سمعت أبي يقول ذلك قال الحافظ ولكنه ارتد وقتل على الكفر فروى سيف بن عمرو في الفتوح عن مخلد بن قيس البجلي قال خرج فرات بن حيان والرجال بن عنفوت وأبو هريرة من عند رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال: لضرس أحدهم في النار أعظم من أحد وإن معهم لقفا غادر فبلغهم ذلك إلى أن بلغ أبا هريرة وفراتاً قتل الرجال فخرا ساجدين وروى الواقدي عن رافع بن خديج قال كان في الرجال ابن عنفوت من