للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥٤٣ - (حملت خزائن الأرض إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وإلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فأخذوها ووضعوها في مواضعها وما هربوا منها إذا كان يستوي عندهم المال والماء والذهب والحجر).

قال العراقي: وهذا معروف وقد تقدم في آداب المعيشة عن البخاري تعليقه مجزوماً من حديث أنس أتى النبي - صلّى الله عليه وسلم - بمال من البحرين وكان أكثر مال أتى به فخرج رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إلى الصلاة ولم يلتفت إليه فلما قضى الصلاة جاء إليه فما كان يرى أحد إلا أعطاه ووصله عمر بن محمد البحيري في صحيحه من هذا الوجه وفي الصحيحين من حديث عمرو بن عوف قدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار قدومه الحديث ولهما من حديث جابر لو جاءنا مال البحرين أعطيتك هكذا ثلاثاً فلم يقدم حتى توفي النبي - صلّى الله عليه وسلم - فأمر أبو بكر منادياً فنادى من كان له على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عدة أو دين فليأتنا فقلت إن النبي - صلّى الله عليه وسلم - وعدني فحثا لي ثلاثاً انتهى.

قلت: وأما سيرة عمر رضي الله عنه فقد روى سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال حدثنا زهير بن حبان قال قال ابن عباس دعاني عمر فأتيته فإذا بين يديه نطع عليه الذهب منثور فقال هلم فأقسم هذا بين قومك والله أعلم حيث زوى هذا عن نبيه وعن أبي بكر فأعطيته لخير أم لشر قال فأكببت عليه وأقسم وأزيل قال فسمعت بكاء وإذا صوت عمر يبكي ويقول في بكائه كلا والذي نفسي بيده ما حبسه عن نبيه وعن أبي بكر إرادة الشر لهما وأعطاه عمر إرادة الخير له وقال سعيد بن عامر الضبعي قال محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال قدمت من البحرين فلقيت عمر فسألني عن الناس فأخبرته ثم قال بم جئت قلت جئت بخمسمائة ألف قال ويحك هل تدريك ما تقول قلت نعم قال ارجع فنم فإنك ناعس قال فأصبحت فأتيته فقال ماذا جئت به قلت خمسمائة ألف فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال قد جاءنا مال كثير فإن شئتم أن نكيلكم كيلاً وإن شئتم أن نعد عداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>