للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستقل دونه (والصبر أمير جنوده) جعل ما تقدم جنوداً وأميرها الصبر لا يعمل كل منها فيما أهل له إلا به لأن عجلة النفس وخفتها تفسد كل خلق حسن ما لم يتقدم الصبر أمامها ويصير أمامها.

قال العراقي: رواه أبو الشيخ في كتاب الثواب وفضائل الأعمال من حديث أنس بسند ضعيف ورواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث أبي الدرداء وأبي هريرة وكلاهما ضعيف اهـ.

قلت: رواه ابن أبي الدنيا هكذا موقوفاً ومرفوعاً ورواه البيهقي عن الحسن البصري مرسلاً ولفظه العلم خليل المؤمن والعقل دليله والعمل قيمه والحلم وزيره والصبر أمير جنوده والرفق والده واللين أخوه وفيه سوار بن عبد الله العنبري قاضي البصرة وقد تقدم أنه ثقة لكن تكلم فيه الثوري لأجل دخوله في القضاء وفيه عبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي قال أحمد طرح الناس حديثه وقال الحكيم في نوادر الأصول عن ابن عباس قال كنت ذات يوم رديفاً لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قلت بلى قال عليك بالعلم فإن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله والعمل قيمه والرفق أبوه واللين أخوه والصبر أمير جنوده.

٢٩١٣ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - الحسد) أي المذموم وهو تسخط قضاء الله والاعتراض عليه (يأكل الحسنات) قال الطيبي الأكل هنا استعارة لعدم القبول وأن حسناته مردودة عليه وليست بثابتة في ديوان عمله الصالح حتى تحبط (كما تأكل النار الحطب) فتعدمه وتمحوه وذلك لأن الحسد اعتراض على الله فيما لا عذر للعبد فيه لأنه لا تضره نعمة الله على عبده والله لا يعبث ولا يضع الشيء في غير محله فكأنه نسب ربه للجهل والسفه ولم يرض بقضائه فلذلك ردت حسناته من ديوان الأعمال.

قال العراقي: رواه أبو داود من حديث أبي هريرة وابن ماجة من حديث أنس وقد تقدم.

قلت: وعند ابن ماجة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار

<<  <  ج: ص:  >  >>