قلت: ورواه كذلك البيهقي في الزهد وأبو مطيع في أماليه والحافظ أبو مسعود سليمان بن إبراهيم الأصبهاني في كتاب الأربعين بلفظ عند مجيء الشبهات وعند نزول الشهوات وبزيادة ويحب السماحة ولو على تمرات ويحب الشجاعة ولو على قتل حية (جمع بين الأمرين وهما متلازمان حقاً فمن ليس له عقل وازع عن الشهوات فليس له بصر ناقد في الشبهات ولذلك قال - صلّى الله عليه وسلم - من قارف ذنباً فارقه عقل لا يعود إليه أبداً).
قال العراقي: لم أجده وتقدم.
٣٨٥٩ - وقد روى أبو نعيم في الحلية من طريق أيوب السختياني قال اجتمع سعد وابن مسعود وابن عمر وعمار بن ياسر فذكروا الفتنة فقال سعد أما أنا فأجلس في بيتي ولا أدخل فيها ومن طريق عمر بن سعد عن أبيه أنه قال له يا بني أفي الفتنة تأمرني أن أكون رأساً لا والله حتى أعطى سيفاً إن ضربت به مؤمناً نبا عنه وإن ضربت به كافراً قتله ومن طريق ابن سيرين قال قيل لسعد ألا تقاتل فإنك من أهل الشورى وأنت أحق بهذا الأمر من غيرك فقال لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان يعرف المؤمن من الكافر فقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد وأما ابن عمر فإنه كذلك اعتزل في الفتن بعد موت عثمان فقد روى أبو نعيم أيضاً من طريق نافع قال قيل لابن عمر زمن ابن الزبير والخوارج والخشبية أتصلي مع هؤلاء وهؤلاء وبعضهم يقتل بعضاً فقال من قال حي على الصلاة أجبته ومن قال حي على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله قلت لا ومن طريق عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن عمر قال إنما هؤلاء فتيان قريش يقتتلون على هذا السلطان وعلى هذه الدنيا ما أبالي أن لا يكون لي ما يقتل بعضهم بعضاً بنعلي هاتين الجرداوين وأما أسامة فقال الحافظ في الإصابة اعتزل الفتن بعد قتل عثمان إلى أن مات في آخر ولاية معاوية وكان قد سكن المزة من دمشق ثم رجع فسكن وادي القرى ثم رجع إلى المدينة فمات بها بالجرف سنة أربع وخمسين وأما محمد بن