ذكره الخرائطي فإنه أخرجه في كتاب الهواتف له من طريق عيسى بن يزيد بن صالح بن كيسان عمن حدثه عن مرداس بن قيس قال حضرت النبي - صلّى الله عليه وسلم - وذكره إلى قوله عند مخرجه ثم قال فقلت يا رسول الله عندنا شيء من ذلك أخبرك به فذكر قصة طويلة فيها أن كاهنهم كان يصيب كثيراً ثم أخطأ مرة بعد مرة ثم قال يا معشر دوس حرست السماء وخرج الأنبياء وأنه مات عقب ذلك قال الحافظ في الإصابة وعيسى أظنه ابن داب وهو كذاب وفي السند أيضاً عبد الله بن محمد البلوي كذاب وأخرج البيهقي في الدلائل عن الزهري قال إن الله حجب الشياطين عن السمع بهذه النجوم وانقطعت الكهنة فلا كهانة وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع قال حرستها به السماء حين بعث النبي - صلّى الله عليه وسلم - لكيلا يسترق السمع فأنكرت الجن ذلك فكان كل من استمع منهم قذف وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كانت الجن قبل أن يبعث النبي - صلّى الله عليه وسلم - يستمعون من السماء فلما بعث حرست فلم يستطيعوا أن يستمعوا.
٢٣٢٣ - من معجزاته - صلّى الله عليه وسلم - أن (حن الجذع) بكسر الجيم وسكون الذال المعجمة ساق النخلة (الذي كان يخطب إليه) أي مستند إليه في حال خطبته (لما عمل له - صلّى الله عليه وسلم - المنبر) وحنينه شوقه وانعطافه الدال عليهما صوته المسموع (حتى سمع منه جميع أصحابه) الحاضرين إذ ذاك (مثل صوت الإبل فضمه إليه) بعد نزوله من المنبر (فسكن) قال التاج السبكي وحنينه متواتر لأنه ورد عن جماعة من الصحابة إلى نحو العشرين من طرق صحيحة كثيرة تفيد القطع بوقوعه وبينها ثم قال ورب متواتر عند قوم غير متواتر عند آخرين وتبعه بعض الحفاظ قال فقد نقل هو وانشقاق القمر نقلاً مستفيضاً يفيد القطع عند من يطلع على طرق الحديث دون غيرهم وجرى في الشفاء أنه متواتر قال البيهقي قصة حنينه من الأمور الظاهرة التي نقلها الخلف عن السلف وعن الشافعي رضي الله عنه أن حنينه أعظم في المعجزات من إحياء الموتى.
قال العراقي: رواه البخاري من حديث ابن عمر وجابر اهـ.