عبده فالله لا يعبث ولا يضع الشيء في غير محله فكأنه نسب ربه للجهل والسفه ولم يرض بقضائه والحاسد معاقب بالغيظ الدائم في الدنيا وفي الآخرة بإحباط الحسنات. قال العراقي: أخرجه أبو داود من حديث أبي هريرة قال البخاري لا يصح وهو عند ابن ماجه من حديث أنس بإسناد ضعيف وفي تاريخ بغداد بإسناد حسن اهـ.
قلت: أما أبو داود فأخرجه من رواية إبراهيم بن أبي أسيد عن جده عن أبي هريرة بلفظ إياكم والحسد فإن الحسد فذكره وجده قال الذهبي لعله سالم البراد ثقة وقول البخاري لا يصح هو في تاريخه الكبير وأما حديث أنس الذي أخرجه ابن ماجة فمن رواية عيسى الحناط عن أبي الزناد عنه وعيسى الحناط ضعيف وفي ترجمته رواه ابن عدى في الكامل وقال هو متروك الحديث وفي هذا الحديث زيادة في آخره والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار والصلاة نور المؤمن والإيمان جنة من النار وقال ابن عدي في الكامل ورواه واقد بن سلامة وقيل سلمة عن يزيد الرقاشي عن أنس هكذا ورواه الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عنه عن يزيد ورواه ابن لهيعة عن محمد بن واقد عن أنس ولا يصح قال أبو بكر ابن أبي داود والصواب عن يزيد عن أنس وفيه زيادات ذكر الصلاة والصيام والصدقة اهـ ورواه الخطيب في تاريخ بغداد وليس فيه عيسى الحناط وفي الباب عن ابن عمر ومعاوية بن حيدة فحديث ابن عمر رواه الدارقطني في غرائب مالك من رواية مالك والليث عن نافع عنه وقال باطل ورواية معاوية أخرجه الديلمي عن معاوية بن حيدة الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل وفي الباب أيضاً حديث الزبير أخرجه ابن عبد البر في كتاب العلم بلفظ دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء.
[١٢٦ - (قال - صلى الله عليه وسلم - من تكبر وضعه الله ومن تواضع رفعه الله).]
قال العراقي: أخرجه الخطيب من حديث عمر بإسناد صحيح وقال غريب من حديث الثوري ولابن ماجه نحوه من حديث أبي سعيد بسند حسن اهـ.