حجاب (هيبته وإسقاط ما حشمته) من أعين الرعية (وذلك محذور ورد النهي عنه).
وفي ذلك قوله - صلّى الله عليه وسلم - من كانت عنده نصيحة لذي سلطان فلا يكلمه بها علانية وليأخذ بيده فليخل به فإن قبلها قبلها وإلا قد كان أدى الذي عليه والذي له رواه الحاكم في المستدرك من حديث عياض بن غنم الأشعري وقال صحيح الإسناد وتعقب وقد رواه أيضاً الطبراني في الكبير ورواه البيهقي عن عياض بن غنم وهشام بن حكيم معاً ومن ذلك قوله - صلّى الله عليه وسلم - من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله رواه الترمذي عن أبي بكرة وحسنه ورواه الطبراني في الكبير بزيادة ومن أكرم سلطان الله في الأرض أكرمه الله عز وجل وعند أحمد والبخاري والروياني والبيهقي من أكرم سلطان الله في الدنيا أكرمه الله يوم القيامة ومن أهان سلطان الله في الدنيا أهانه الله يوم القيامة.
[٢٠٤٨ - (قال الكيس من دان نفسه) أي أذلها واستعبدها يعني جعل نفسه مطيعة منقادة لأوامر ربها (وعمل لما بعد الموت) قبل نزوله ليصير على نور من ربه (والأحمق).]
كذا في النسخ وفي رواية العاجز وفي أخرى بلفظ الفاجر بالفاء (من أتبع نفسه هواها) فلم يكفها عن الشهوات ولم يمنعها من مقارفة المنكرات (وتمنى على الله زاد في رواية الأماني بتشديد الياء جمع أمنية أي فهو مع تقصيره في طاعة ربه واتباع شهوات نفسه لا يعتذر ولا يرجع بل يتمنى على الله العفو والجنة مع الإصرار وترك التوبة والاستغفار قال الطيبي قوبل الكيس بالعاجز والمقابل الحقيقي للكيس السفيه الرأي وللعاجز القادر إيذاناً بأن الكيس هو القادر وأن العاجز هو السفيه.
قال العراقي: رواه الترمذي وقال حسن وابن ماجه من حديث شداد بن أوس اهـ.
قلت: وكذلك رواه أحمد والحاكم في الإيمان والعسكري والقضاعي كلهم من حديث ابن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن ضمرة بن حبيب