ومعنا ما مر في الخبر إن الغنى غنى النفس وإنه ليس بكثرة المال وفي خبر آخر القناعة كنز لا يفنى أي فهو الغنى الأكبر وروى العسكري في الأمثال من طريق ابن عائشة قال قال أعرابي يسار النفس أفضل من يسار المال ورب شبعان من النعم غرثان من الكرم وأنشد ابن دريد لسالم بن وابصة.
غنى النفس ما يغنيك من سد حاجة ... فإن زاد شيئاً عاد ذاك الغنى فقراً
وأنشد يعقوب بن إسحاق الكندي لنفسه.
أضاق الذنا يي على الأرؤس ... فغمض جفونك أو نكس
وضائل سوادك واقبض يديك في قعر بيتك فاستحلس
وعند مليكك فابغ العلو وبالوحدة اليوم فاستأنس
فإن الغنى في قلوب الرجا ... ل وإن التعزز للأنفس
وكأين ترى من أخي عسرة ... غنى وذو ثروة مفلس
ومن قائم شخصه ميت ... على أنه بعد لم يرمس
٣٠١٥ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - ما عال) أي ما افتقر (من اقتصد) أي في معيشة أي من أنفق قصدا ولم يجاوزه الإسراف.
قال العراقي: رواه أحمد والطبراني من حديث ابن مسعود ومن حديث ابن عباس بلفظ مقتصد وكلاهما ضعيف انتهى.
قلت: روياه من طريق إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن ابن مسعود وكذلك رواه القضاعي وهو عند العسكري من طريق سكين بن عبد العزيز عن الهجري بلفظ لا يعيل أحد على قصد ولا يبقى على سرف كثير وروياه أيضاً من طريق أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس بلفظ ما عال مقتصد إلا أن الطبراني زاد قط ورد في الاقتصاد أخبار كثيرة منها ما تقدم عن ابن عمر وأنس ومن ذلك ما رواه العسكري من حديث أبي بلال الأشعري حدثنا عبد الله بن حكيم المدني عن شبيب بن بشر عن أنس رفعه السؤال نصف العلم والرفق نصف المعيشة وما عال امرؤ في اقتصاد وروى الحاكم ومن طريقه الديلمي من حديث عمير بن صبح عن يونس بن عبيد عن الحسن عن