قلت: حديث أنس تقدم قريباً وفي حديث آخر سنده ضعيف أنا أجود بني آدم.
[٢٠٨٨ - (لا يبيت عنده دينار ولا درهم قط فإن فضل) أي بقي شيء (ولم يجد من يعطيه وفجأه الليل) أي أتاه فجأة (لم يأو إلى منزله حتى يتبرأ منه إلى من يحتاج إليه).]
قال العراقي: رواه أبو داود من حديث بلال في حديث طويل فيه أهدى صاحب فدك لرسول لله - صلّى الله عليه وسلم - أربع قلائص وكانت عليهن كسوة وطعام وبيع بلال لذلك ووفى دينه ورسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قاعد في المسجد وحده وفيه قال فضل شيء قلت نعم ديناران قال انظر أن تريحني منهما فلست بداخل على أحد من أهلي حتى تريحني منهما فلم يأتنا أحد فبات في المسجد حتى أصبح وظل في المسجد اليوم الثاني حتى إذا كان في آخر النهار جاءه راكبان فانطلقت بهما فكسوتهما وأطعمتهما حتى إذا صلّى العتمة دعاني قلت ما فعل الذي قبلك فقال قد أراحك الله منه فكبر وحمد الله شفقة من أن يدركه الموت وعنده ذلك ثم اتبعه حتى جاء أزواجه الحديث وللبخاري من حديث عقبة بن الحارث ذكرت وأنا في الصلاة تبراً فكرهت أن يمسي ويبيت عندنا فأمرت بقسمته ولأبي عبيد في غريبه من من حديث الحسن بن محمد مرسلاً كان لا يقيل مال عنده ولا يبيته.
[٢٠٨٩ - (لم يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من أيسر ما يجد من التمر والشعير ويضع باقي ذلك في سبيل الله).]
قال العراقي: متفق عليه بنحوه من حديث عمر بن الخطاب وقد تقدم في الزكاة اهـ ولا تعارض بينه وبين ما روي عنه أنه - صلّى الله عليه وسلم - كان لا يدخر قوت غد رواه أبو داود والترمذي فإن معناه لنفسه وأما لعياله فقد كان يدخر لهم قوت سنة على أنه مع ذلك كان تنوبه أشياء يخرج منها ما إدخر لهم فلا تنافي بين ادخاره ومضى الزمن الطويل عليه وليس عنده شيء له ولا لهم ويشير إلى ذلك سياق المصنف فيما بعد حيث قال: