فقلت: له قد قرأت بسورتين كان علي يقرأ بهما في الجمعة فقال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ بهما وقال الشافعي أيضاً أخبرنا إبراهيم بن محمد حدثني مسعر بن كدام عن معبد بن خالد عن سمرة بن جندب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية وقال ابن الحاج في المدخل يقرأ الإمام في الجمعة في الأولى بعد أم القرآن بسورة الجمعة وأما الثانية فاختلفت الروايات فيها فقيل المنافقون وقيل سبح اسم ربك الأعلى وقيل هل أتاك حديث الغاشية وهو الأكثر ولم يختلف المذهب في الأولى أنه لا يقرأ فيها إلا بسورة الجمعة وقد سئل مالك رحمه الله عما يقرأ المسبوق بركعة في الجمعة فقال يقرأ مثل ما قرأ إمامه بسورة الجمعة فقيل له أقراءة سورة الجمعة في صلاة الجمعة سنة قال ما أدري ما سنة ولكن من أدركنا كان يقرأ بها في الركعة الأولى من الجمعة اهـ ثم قال وإن كان قد ورد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الأولى منها بسبح اسم ربك وفي الثانية بهل أتاك لكن الذي واظب عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - واستقر عليه عمل السلف هو ما تقدم ذكره وإذا كان ذلك كذلك فالمواظبة على ترك قراءة سورة الجمعة في الركعة الأولى منها مما لا ينبغي فيحذر من ذلك جهده قال وبعض الأئمة في هذا الزمان يقرأ في الأولى بآخر سورة الجمعة وفي الثانية بآخر المنافقين وهذا راجع إلى ما تقدم من قصر الصلاة وإطالة الخطبة وما كان السلف يقرؤن إلا سورة كاملة بعد الفاتحة وإن كان الشافعي رحمه الله تعالى قد أجاز الاقتصار على قراءة بعض السور فذلك من باب الجواز والأفضل الاتباع اهـ.
٥١٧ - (يستحب) للمرء (إذا دخل) المسجد (الجامع أن لا يجلس حتى يصلي أربع ركعات) بتسليمة واحدة (يقرأ فيهن) سورة (قل هو الله أحد مائتي مرة في كل ركعة خمسين مرة فقد نقل عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن من فعله لم يمت حتى يرى) هو (مقعده من الجنة أو يرى له) أي بواسطة الغير ولفظ القوت وإذا دخل الجامع فليصل أربع ركعات يقرأ فيهن قل هو الله أحد مائتي مرة في كل ركعة خمسين مرة ففيه أثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن من فعله لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة أو يرى له اهـ.