فقال قد عافاني الله وما وراءه من عذاب الله أشد وأخرج ابن مردويه من حديث ابن عباس نحوه ومن حديث أنس مختصراً.
٢٢٧١ - (قال علي كرم الله وجهه بعثني رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد) بن الأسود (فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ) موضع بين الحرمين (فإن بها ظعينة) في المصباح يقال للمرأة ظعينة فعيله بمعنى مفعولة لأن زوجها يظعن بها أي يرتحل ويقال الظعينة الهودج سواء كان فيه امرأة أم لا ويقال الظعينة في الأصل وصف للمرأة في هودجها ثم سميت بهذا الاسم وإن كانت في بيتها لأنها تصير مظعونة وهي هنا امرأة من مزينة قال ابن إسحاق: بلغني أنها كانت مولاة لبني عبد المطلب وجعل لها جعلاً على أن تبلغه قريشاً فجعلته في رأسها ثم فتلت عليه قرنها وخرجت به (معها كتاب فخذوه منها فانطلقنا) تعادي بنا خيلنا (حتى أتينا روضة خاخ) فإذا نحن بها (فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب أو لتنزعن الثياب فخرجته من عقاصها) أي من شعرها المعقوص وفي رواية من حجزتها (فأتينا به) أي الكتاب (النبي - صلّى الله عليه وسلم - فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة) واسم أبي بلتعة عمرو بن عمير بن سلمة اللخمي وكان حاطب حليف بنى أسد بن عبد العزي (إلى أناس من المشركين) بمكة (يخبرهم أمراً من أمور رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -) أي ببعض أمره بتجهيزه إليهم (فقال يا حاطب ما هذا فقال يا رسول الله لا تعجل عليَّ إني كنت امرءاً ملصقاً في قومي) أي لكونه من بني لخم وأنا حالف ببني أسد (وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات بمكة يحمون أهلهم فأحببت إذ فاتني ذلك منهم من النسب أن أتخذ فيهم يداً يحمون بها قرابتي) ولا يؤذونهم (ولم أفعل ذلك كفراً ولا رضا بالكفر بعد الإسلام ولا ارتداداً عن ديني فقال رسول الله صدقكم حاطب فقال عمر) رضى الله عنه (دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال - صلّى الله عليه وسلم - إنه شهد بدراً وما يدريك لعل الله عز