الميت يقعد وهو يسمع خطو مشيعيه فلا يكلمه شيء إلا قبره يقول ويحك ابن آدم أليس قد حذرتني وحذرت ضيقي ونتني وهولي ودودي فماذا أعددت لي).
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور هكذا مرسلاً ورجاله ثقات ورواه ابن المبارك في الزهد إلا أنه قال عنه بلغني ولم يرفعه أهـ.
قلت: ولفظ ابن أبي الدنيا فلا يكلمه شيء أول من حفرته فتقول وفيه وضنكي بدل ونتني وفيه أعددت لهذا فماذا أعددت لي وظاهر سياقه يدل على أن عبد الله بن عبيد تابعي وهو الذي فهمه الحافظ العراقي حيث قال هكذا مرسلاً والصحبة إنما هي لجده عمير بن قتادة ممن شهد الفتح وأما ولده عبيد فمن كبار التابعين ويظهر أن هذا من روايته عن أبيه ثم رأيت ابن أبي شيبة في المصنف قد صرح بذلك فقال حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا مالك بن مغول عن الفضل عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه قال إن القبر ليقول يا ابن آدم ماذا أعددت لي ألم تعلم أني بيت الغربة وبيت الوحدة وبيت الأكلة وبيت الدود وبهذا يصح أن يكون مرسلاً وارتفع الإشكال.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٨٥) في (الزهد لابن المبارك بلاغاً لم أر فيه ذكراً للنبي - صلّى الله عليه وسلم -).
٤٠٥٦ - روى ابن أبي شيبة عن يزيد بن شجرة قال يقول القبر للرجل الكافر أو الفاجر أما ذكرت ظلمتي أما ذكرت وحشتي أما ذكرت ضيقي أما ذكرت غمي وروى ابن أبي الدنيا عن جابر قال يقول القبر يا ابن آدم كيف نسيتني ألم تعلم أني بيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق إلا ما وسع الله عز وجل وقال أبو بكر بن عبد العزيز بن جعفر الفقيه الحنبلي في كتاب الشافي في الفقه وقال إسماعيل بن إبراهيم الشيرازي حدثنا محمد بن حماد قرئ على عبد الرزاق وأنا حاضر عن الثوري عن