للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلام باللسان (وفيه انبساط وطيب قلب) أبي سبب لهما (فلم ينه عنه) وليس فيه ما ينشأ عنه المكروه شرعاً (فاعلم أن المنهي عنه) أحد شيئين (الإفراط فيه) وفي نسخة منه بأن يتجاوز عن الحد (أو المداومة عليه) فيتخذه ديدناً له وصنعة (أما المداومة فلأنه اشتغال باللعب والهزل واللعب مباح ولكن المواظبة عليه مذمومة) وفي نسخة مذموم (وأما الإفراط فيه) أو منه (فإنه يورث كثرة الضحك) لأن الذي يفرط فيه إنما غرضه أن يضحك الناس (وكثرة الضحك تميت القلب) كما ورد في الخبر إياك وكثرة الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب والمراد بإماتته غشيان الظلمة عليه الناشئة من الغفلة عن ذكر الله تعالى (وتورث الضغينة في بعض الأحوال) كما قاله عمر بن عبد العزيز وسيأتي (وتسقط المهابة) والجلالة (والوقار) عن أعين الأبرار كما سيأتي من قول عمر رضي الله عنه (فما يخلو من هذه الأمور فلا يذم.

٢٦٢١ - (رُوي عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - أنه قال إني آمزح ولا أقول إلا حقاً) تقدم في كتاب أخلاق النبوّة وقال ابن أبي الدنيا حدثنا سعيد بن سليمان عن أبي معشر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله تمزح قال نعم ولا أقول إلا حقاً.

(وقد قال - صلّى الله عليه وسلم - إن الرجل ليتكلم بالكلمة) الواحدة لأجل أن (يضحك بها جلساءه) ومعاشريه (يهوى) أبي يسقط (بها في النار) أبي نار جهنم (ابعد من الثريا) وهو النجم المعروف وفي لفظ أبعد من صنعاء وفي آخر سبعين خريفاً وكل ذلك قد تقدم.

٢٦٢٢ - (وقال عمر) رضى الله عنه (من كثر ضحكه قلت هيبته) أي وقاره عن أعين الناس (ومن مزح استخف به) أي صار

<<  <  ج: ص:  >  >>