و (رُوي أن عمر) رضي الله عنه (غضب يوماً فدعا بماء فاستنشق) به (وقال إن الغضب من الشيطان وهذا يذهب الغضب) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب.
٢٨٦٥ - (فقال يا أبا ذر بلغني أنك اليوم عيرت رجلاً بأمه فقال نعم فانطلق أبو ذر يرضي صاحبه فسبقه الرجل فسلم عليه فذكر ذلك لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فقال يا أبا ذر ارفع رأسك فانظر ثم أعلم أنك لست بأفضل من أحمر فيها ولا أسود إلا أن تفضله بعمل) أي صالح (ثم قال إذا غضبت فإن كنت قائماً فاقعد وإن كنت قاعداً فاتكئ وإن كنت متكئاً فاضطجع) أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب بإسناد صحيح وستأتي الإشارة إلى هذا الحديث في باب ذم المكر من حديث أبي ذر أيضاً.
قال العراقي: ولأحمد أنه - صلّى الله عليه وسلم - قال له انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى ورجاله ثقات وفي الصحيحين من حديثه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية اهـ.
قلت: يشير إلى ما رواه البخاري عن سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن واصل الأحدب عن المعرور قال لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فقال إني ساببت رجلاً فعيرته بأمه فقال لي النبي - صلّى الله عليه وسلم - يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية الحديث هكذا أخرجه في أول الصحيح وأخرجه في كتاب العتق عن آدم عن شعبة عن واصل وفي الأدب عن عمرو بن حفص بن غياث عن أبيه وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان والنذور عن أبي بكر بن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن أحمد بن يونس عن زهير وعن أبي بكر عن أبي معاوية عن إسحاق بن يونس عن عيسى بن يونس كلهم عن الأعمش وعن أبي موسى الزمن وبندار وغندر عن شعبة عن واصل كلاهما عن المعرور وأخرجه أبو داود بنحوه من طريقين.