قلت: لفظ الترمذي سيأتي للمصنف قريباً بعد ثلاثة أحاديث وقد روى من حديث الحسن مرسلاً الغضب جمرة في قلب الإنسان توقد ألا ترى إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه فإذا أحس أحدكم من ذلك شيئاً فليجلس ولا يعد وقد روي ذلك أيضاً من حديث سنان بن سعد عن أنس مرفوعاً.
٢٨٦١ - (وقال ابن عباس) رضي الله عنه (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إذا غضبت فاسكت) أي عن النطق بغير الذكر المشروع لأن الغضب يصدر عنه من قبيح القول ما يوجب الندم عليه عند سكون سورة الغضب ولأن الانفعال ما دام مرجواً فنار الغضب تتأجج فإذا أسكت أخذت في الخمود.
قال العراقي: رواه أحمد وابن أبي الدنيا والطبراني واللفظ لهما والبيهقي في الشعب وفيه ليث بن أبي سليم اهـ.
قلت: ولفظ أحمد إذا غضب أحدكم فليسكت قالها ثلاثاً.
٢٨٦٢ - (وقال أبو هريرة) رضي الله عنه (كان النبي - صلّى الله عليه وسلم - إذا غضب وهو قائم جلس وإذا وهو جالس اضّطجع فيذهب غضبه).
قال العراقي: رواه ابن أبي الدنيا وفيه من لم يسم ولأحمد بإسناد جيد في أثناء حديث فيه وكان أبو ذر قائم اضطجع فقيل له لم جلست ثم اضطجعت فقال إن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قال لنا إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغيظ وإلا فليضطجع والمرفوع عند أبي داود وفيه عنده انقطاع سقط منه أبو الأسود اهـ.
قلت: ورواه كذلك البيهقي قال كان أبو ذر يسقي على حوض فأغضبه رجل فقعد ثم اضطجع فقيل له فقال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فذكره قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.