٣٧٩ - (روى أن رجلاً قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ادع الله أن يجعلني من أهل شفاعتك وأن يرزقني مرافقتك) وفي نسخة صحيحة من الكتاب ادع الله أن يرزقني مرافقتك (في الجنة قال أعني) أي على نفسك (بكثرة السجود).
قال العراقي: أخرجه مسلم من حديث ربيعة بن كعب الأسلمي نحوه وهو الذي سأله ذلك اهـ.
قلت: وروى الطبراني عن جابر هذه القصة فقال كان شاب يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ويخف في حوائجه فقال سلني حاجتك فقال ادع الله لي بالجنة فرفع رأسه فتنفس فقال نعم ولكن أعني بكثرة السجود وأخرج البيهقي عن أبي الدرداء قال لولا ثلاث لأحببت أن لا أبقى في الدنيا وضع وجهي للسجود لخالقي من الليل والنهار وظماء الهواجر ومقاعد أقوام ينتقون الكلام كما تنتقي الفاكهة.
[٣٨٠ - (قال - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ ابن آدم السجدة).]
أي آيتها (فسجد) سجود التلاوة (اعتزل) أي تباعد (الشيطان) أي إبليس فأل فيه عهدية (يبكي ويقول) حالان من فاعل اعتزل مترادفتان أو متداخلتان (يا ويلاه) وفي رواية يا ويله وفي أخرى يا ويلي وفي أخرى يا ويلتنا ولمسلم يا ويلتا والفه للندبة والتفجع أي يا هلاكي ويا حزني احضر فهذا أوانك جعل الويل منادى لكثرة حزنه وهول ما حصل له من الأمر الفظيع (أمرَ هذا) وعند مسلم أمر ابن آدم (بالسجود) هذا استئناف وجواب عمن سأل عن حاله (فسجد فله الجنة) بطاعته (وأمرت بالسجود فعصيت) وعند مسلم فأبيت (فلي النار) أي نار جهنم وسجدة التلاوة واجبة عند أبي حنيفة وعند الشافعي سنة بشروط وهذا الحديث أخرجه أحمد ومسلم وابن ماجه عن أبي هريرة ولم يخرجه البخاري.
[٣٨١ - (قال النبي - صلى الله عليه وسلم - من صلى ركعتين لم يحدث نفسه فيهما بشيء من الدنيا غفر له ما تقدم من ذنبه).]
قال العراقي: أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف من حديث صلة بن أشيم