قلت: ورواه أيضاً أحمد وأبو بكر بن أبي شيبة والترمذي والنسائي وابن حبان والطبراني وقال صاحب سلاح المؤمن وليس لشداد بن أوس في الصحيحين سوى حديثين أحدهما هذا والآخر في مسلم إن الله كتب الإحسان على كل شيء ولفظ الجماعة عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال سيد الاستغفار أن يقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة أو كان من أهل الجنة وإذا قال حين يصبح مات من يومه بمثله وفي رواية للجماعة من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.
٩٩٥ - (فمنها دعاء رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بعد ركعتي الفجر) أي سنته (قال ابن عباس) رضي الله عنهما (بعثني العباس إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فأتيته ممسياً) أي بعدما أمسى الوقت (وهو في بيت خالتي ميمونة) بنت الحارث الهلالية رضي الله عنها زوج النبي - صلّى الله عليه وسلم - أي في نوبتها فنام عندها لأن أباه إنما أرسله ليرى صلاته - صلّى الله عليه وسلم - بالليل ليستن بها (فقام) - صلّى الله عليه وسلم - (فصلى من الليل) ما شاء الله له أن يصلي وصلى معه ابن عباس (فلما صلّى الركعتين) اللتين (قبل صلاة الفجر) وهما سنتا الفجر (قال في دعائهم اللهم إني أسألك) أي أطلب منك (رحمة من عندك) أي ابتداء من غير سبب وقال القاضي نكر الرحمة تعظيماً لها دلالة على أن المطلوب رحمة عظيمة لا يكتنه كنهها ووصفها بقوله من عندك مريداً لذلك التعظيم لأن ما يكون من عنده لا يحيط به وصف كقوله وآتيناه من لدنا علماً (تهدي) أي ترشد (بها قلبي) إليك وتقويه لديك وخصه لأنه محل الفعل ومناط التجلي (وتجمع بها شملي) أي تضمه بحيث لا أحتاج إلى أحد غيرك وفي رواية أمري بدل شملي (وتلم بها شعثي) أي ما تفرق من أمري فيصير ملتئماً غير مفترق (وترد بها ألفتي) بضم الهمزة وكسرها مصدر بمعنى اسم المفعول أي ألفي أو مألوفي أي ما كنت ألفه وفي بعض النسخ ترد بها الفتن