وشواهده كثيرة يؤكد بعضها بعضاً وسنة مجرمة بالجيم كمعظمة أي تامة كذا فسره الديلمي وقال صاحب القوت ومن الفضائل أن الأمراض مكفرة للسيئات فإذا كره الأمراض بقيت ذنوبه عليه موفرة ثم ساق الخبر المذكور (فقيل لأنها تهد قوّة سنة) قال صاحب القوت هذا أحسن ما سمعت في تأويله اهـ.
فقد قال بعض الأطباء من حم يوماً لم تعاوده قوّة سنة فجعلت مثوبته على قدر رزيته لأن (للإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً فتدخل الحمى في جميعها) أي حمى يوم في جميع المفاصل (وتجد من كل واحد ألماً فيكون كل ألم كفارة كل يوم) نقله صاحب القوت وكذا كان أبو هريرة يقول أحب الأوجاع إليّ الحمى لأنها تعطي كل مفصل حقه من الأجر بسبب عموم الوجع.
٣٧١٤ - (لما ذكر رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كفارة الذنوب بالحمى سأل زيد بن ثابت) رضي الله عنه (ربه عز وجل أن لا يزال محموماً فلم تكن الحمى تفارقه حتى مات رحمه الله) نقله صاحب القوت قال ويقال أيضاً أبيّ بن كعب (وسأل ذلك طائفة من الأنصار فكانت الحمى لا تزايلهم) كذا في القوت.
وقال العراقي: روى أحمد وأبو يعلى من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد جيد أن رجلاً من المسلمين قال يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا فيها قال كفارات قال أبي فإن قلت قال وإن شوكة فما فوقها قال فدعا أبي أن لا يفارقه الوعك حتى يموت الحديث وروى الطبراني في الأوسط من حديث أبيّ بن كعب أنه قال يا رسول الله ما خير الحمى قال تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم أو ضرب عليه عرق فقال إني أسألك حتى لا تمنعني خروجاً في سبيلك ولا مسجد نبيك الحديث فالإسناد مجهول قاله علي بن المديني.