بلج فقال عن عباية بن رفاعة عن أبيه قال مات أبي وترك أرضاً فهذا اختلاف رابع والد رفاعة هو رافع بن خديج ولم يمت في عهد النبي - صلّى الله عليه وسلم - كما تقدم فلعله أراد بقوله أبي جده المذكور فإن الجواب وقع في الأطراف لابن عساكر في مسند خديج بن رافع والد رافع على ما قيل حديث نهى عن كراء الأرض وهو وهم أيضاً ولذا قال الحافظ في الإصابة وذكري لخديج هذا على الاحتمال والله أعلم.
١٥٦٩ - (قال حين بعث) أبا الوليد (عبادة بن الصامت) بن قيس الأنصاري الخزرجي المدني أحد النقباء بدري مشهور وكان طوله عشرة أشبار مات بالرملة سنة أربع وثلاثين عن اثنين وسبعين سنة (إلى الصدقة) أي والياً يتولى قبضها من أربابها (اتق الله يا أبا الوليد) ودعاه بالكنية ترحماً (لا تجيء) وفي رواية لا تأتي قال الزمخشري لا مزيدة أو أصلها لئلا تأتي بحذف اللام (يوم القيامة ببعير تحمله على رقبتك) هو ظرف وقع حالاً من الضمير في تأتي مستعلياً رقبتك بعير (له رغاء) بالضم أي تصويت (وبقرة لها خوار) بالضم كذلك (وشاة تيعر) وفي نسخة لها ثؤاج بالضم صوت الغنم (قال يا رسول الله أهكذا يكون قال نعم والذي نفسي بيده) أي في قبضة قدرته (إلا من رحم الله) وتجاوز عنه (قال) عبادة (فوالذي بعثك بالحق لا أعمل على شيء أبداً).
كذا في النسخ والصواب على اثنين أبداً أي لا إلى الحكم على اثنين ولا أقوم على أحد وهذا دليل على كراهة الإمارة التي كان فيها مثل عبادة ونحوه من صالحي الأنصار وأشراف المهاجرين فإذا كان حال هؤلاء الذين ارتضاهم رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - للولاية وخصهم بها فما الظن بالولاية بعد ذلك.
قال العراقي: رواه الشافعي في المسند من حديث طاوس مرسلاً وأبي يعلى في المعجم من حديث ابن عمر مختصراً أنه قاله لسعد بن عبادة وإسناده صحيح اهـ.