حتى نزل قوله تعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم) الآية.
قال العراقي: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره من رواية مجاهد مرسلاً أهـ.
قلت: ولفظه رأى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤسهم ومقصرين فلما نحر الهدى بالحديبية قال له أصحابه أين رؤياك يا رسول الله فأنزل الله تعالى لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق إلى قوله فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً فرجعوا ففتحوا خيبر ثم اعتمر بعد ذلك فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة وهكذا رواه أيضاً الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير والبيهقي في الدلائل وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال كان تأويل رؤياه في عمرة القضاء وأخرج ابن جرير عن قتادة قال أري في المنام أنهم يدخلون المسجد الحرام وأنهم آمنون محلقين رؤسهم ومقصرين.
٤٠٧٢ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - من رآني) أي في نومه (فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي).
قال العراقي: متفق عليه من حديث أبي هريرة انتهى.
قلت: المتفق عليه من حديث أبي هريرة لفظه من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي وهكذا أورده أبو داود أيضاً ورواه الطبراني من حديث مالك بن عبد الله الخثعمي وأما لفظ المصنف فقد رواه الديلمي من طريق يحيى بن سعيد العطار عن سعيد بن ميسرة وهما واهيان عن أنس وقد روي هذا الحديث بألفاظ مختلفة وروايات متعددة منها من رآني في المنام فقد رآني رواه أحمد وابن أبي شيبة والسراج والبغوي والدارقطني في الأفراد من رواية أبي مالك الأشجعي عن أبيه مرفوعاً ومنها من رآني في المنام فقد رآني إن الشيطان لا يتمثل في صورتي رواه ابن أبي شيبة من حديث ابن مسعود وأبي هريرة وجابر