[١٦٨ - (وقال أبو عمر وعبد الرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي)]
الفقيه الثقة الجليل مات سنة سبع وخمسين ومائتين (شكت النواويس) جمع ناوس هي القبور (ما تجد من نتن جيف الكفار) من الأذى (فأوحى الله تعالى إليها بطون علماء السوء أنتن مما أنتم فيه) فلما سمعت ذلك سكتت (وقال) أبو علي (الفضيل) بن عياض رحمة الله عليه (بلغني أن الفسقة من العلماء يبدأ بهم يوم القيامة قبل عبدة الأوثان).
قلت: هذا قد جاء مرفوعاً قال الطبراني حدثنا موسى بن محمد بن كثير حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي حدثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري عن أبي طوالة عن أنس مرفوعاً للزبانية أسع إلى فسقه حملة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان فيقولون يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان فيقال لهم ليس من يعلم كمن لا يعلم وأخرج الجوزقاني من طريق قتيبة بن سعيد حدثنا جابر بن مرزوق الجدي شيخ من أهل جدة حدثنا عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد عن أبي طوالة عن أنس مرفوعاً إذا كان يوم القيامة يدعى بفسقه العلماء فيؤمر بهم إلى النار قبل عبدة الأوثان ثم ينادى مناد ليس من علم كمن لا يعلم قال ابن الجوزي موضوع جابر ليس بشيء ولعل عبد الملك أخذه منه اهـ قال السيوطي ولذا قال ابن حبان إنه باطل وجابر متهم حدث بما لا يشبه حديث الإثبات ولم أر لعبد الملك ذكراً في الميزان ولا في اللسان وقد أخرجه أبو نعيم في الحلية عن الطبراني وقال غريب من حديث أبي طوالة عن أنس تفرد به العمري اهـ
قلت: وهذا غريب من الحافظ السيوطي عبد الملك الجدي ثقة من رجال البخاري وأبي داود والترمذي والنسائي فالصواب الحكم على حديث الطبراني بعدم البطلان لأن رجاله ثقات غير شيخ الطبراني موسى بن محمد بن كثير فقد ذكره الذهبي في الميزان وأورد له هذا الحديث وقال منكر وله شاهد صحيح رواه الترمذي وحسَّنه وابن خزيمة وابن حبان عن أبي هريرة
قلت: ومسلم أيضاً نحوه وأشار له الحافظ المنذري ثم قال السيوطي وأخرج المرهبي في فضل العلم من رواية عمرو بن جميع بن جعفر عن أبيه عن