وابن مردويه عن ابن مسعود أن رجلا سأله ما الصراط المستقيم قال تركنا محمد - صلّى الله عليه وسلم - في أدناه وطرفه الجنة وعن يمينه جواد وعن شماله جواد وثم رجال يدعون من مر بهم فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار ومن أخذ على الصراط المستقيم انتهى به إلى الجنة ثم قرأ ابن مسعود وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه الآية وأخرج أحمد وابن ماجه وابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر قال كنا جلوساً عند النبي - صلّى الله عليه وسلم - فخط هكذا أمامه فقال هذا سبيل الله وخطين عن يمينه وخطين عن شماله وقال هذا سبيل الشيطان ثم وضع يده في الخط الأوسط وتلا وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه الآية.
٢٣٩٢ - (رُوي عن النبي - صلّى الله عليه وسلم - أنه قال كان راهب في بني إسرائيل) أي عابد في صومعته (فعمد الشيطان إلى جارية فخنقها) أي صرعها وكانت جميلة (وألقى في قلوب أهلها أن دواءها عند الراهب) أي هو يرقى عليها فيتطبب لها (فأتوا بها إليه) وعرضوا حالها عليه (فأبى أن يقبلها فلم يزالوا به حتى قبلها فلما كانت عنده ليعالجها أتاه الشيطان) من باب الشهوة (فزين له مقاربتها) أي ألقى في قلبه أن يجامعها (فلم يزل به) يخالجه ويستميله (حتى واقعها فحملت منه فوسوس إليه وقال الآن تفتضح ويأتيك أهلها) فيرون بها الحمل فيفضحونك وتسقط من مقامك عندهم (فاقتلها فإن سألوك فقل ماتت) ولم يزل يسوّل له حتى أطاعه (فقتلها ودفنها فأتى الشيطان أهلها فوسوس إليهم وألقى في قلوبهم أنه أحبلها ثم قتلها ودفنها فأتاه أهلها فسألوه عنها فقال ماتت فأخذوه ليقتلوه بها فأتاه الشيطان فقال أنا الذي أخذتها وأنا الذي ألقيت في قلوب أهلها فأطعني تنج واسجد لي سجدتين فسجد له سجدتين فهو الذي قال الله تعالى فيه كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك).