قال أبو نعيم: حدثنا أحمد بن يوسف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا سعيد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عطاء بن يسار فذكره وأما حديث ابن عباس الذي أشار إليه بأنه وصله ابن بطة فقد رواه أيضاً البيهقي في عذاب القبر عنه قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كيف بك يا عمر إذا انتهى بك إلى الأرض فحفر لك ثلاثة أذرع وشبر في ذراع وشبر ثم أتاك منكر ونكير أسودان يجران أشعارهما كأن أصواتهما الرعد القاصف وكان أعينهما البرق الخاطف يحفران الأرض بأنيابهما فأجلساك فزعاً فتلتلاك وتوهلاك قال يا رسول الله وأنا يومئذ على ما أنا عليه قال نعم قال أكفيكهما بإذن الله تعالى يا رسول الله وأما قوله تفرد به مفضل فقد تقدم الكلام عليه قبل هذا قريباً وأما ما أشار إليه من حديث عبد الله بن عمرو فقال أحمد في المسند حدثنا حسن حدثنا ابن لهيعة حدثني حيي بن عبد الله أن عبد الله أبا عبد الرحمن حدثه عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ذكر فتانا القبر فقال عمر أترد إلينا عقولنا فذكره وهو حديث صحيح الإسناد أخرجه الطبراني في الكبير بسند رجاله رجال الصحيح وكذلك رواه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور والآجري في الشريعة وابن عدي وغيرهم.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣٧٥) لم أجد له إسناداً.
٤٠٦٤ - وأما حديث أنس فأخرج الشيخان وغيرهما من طريق قتادة عنه قال قال النبي - صلّى الله عليه وسلم - إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل زاد ابن مردويه الذي كان بين أظهركم الذي يقال له محمد قال فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له أنظر إلى مقعدك من النار فقد أبدلك الله به مقعداً من الجنة قال النبي - صلّى الله عليه وسلم - فيراهما جميعاً قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعاً ويملأ عليه خضراً وأما المنافق أو الكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقوله الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب