للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن يزيد وحجاج قال أبو زرعة ليس بقوى وقال الزركشي لكن يشهد له ما خرجه النسائي وابن حبان وصححه من طريق أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً أنه كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر فقال رجل ويعتدلان قال نعم انتهى وفي الحلية في ترجمة عكرمة إن لقمان قال لابنه قد ذقت المرار فليس شي أمر من الفقر وقال العسكري في الأمثال ولا تكاد العرب تجمع بين كاد وأن وبذلك نزل القرآن ولكن كذا يرويه أصحاب الحديث هكذا نقله السخاوي وفي الإنصاف لابن الأنباري لا تستعمل أن مع كاد في اختيار ولذلك لم يأت في القرآن ولا في كلام فصيح فأما حديث كاد الفقر أن يكون كفراً فإن صح فزيادة أن من كلام الراوي انتهى.

وقال النووي إثبات أن مع كاد جائز ولكنه قليل وقال ابن مالك وقوع خبر كاد مقروناً بأن قد خفي على أكثر النحاة والصحيح جوازه لكنه قليل ولذلك لم يقع في القرآن لكن عدم وقوعه فيه لا يمنع من استعماله قياساً.

٢٩١٨ - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - إنه سيصيب أمتي داء الأمم قالوا) يا رسول الله (وما داء الأمم قال الأشر) محركة أي كفر النعمة (والبطر) محركة أي الطغيان عند النعمة (والتكاثر) من جمع المال (والتنافس في الدنيا والتباعد والتحاسد حتى يكون البغي) أي مجاوزة الحد (ثم يكون الهرج) بفتح فسكون أي القتل وهذا تحذير شديد من التنافس في الدنيا والتحاسد عليها فإن ذلك أصل الفتن وعنه ينشأ الشرور.

قال العراقي: رواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة بإسناد جيد انتهى.

قلت: ورواه كذلك ابن أبي الدنيا في ذم الحسد والحاكم وصححه وأقره الذهبي وفي إسناد الطبراني أبو سعيد الغفاري لم يرو عنه غير حميد بن هانئ ورجاله وثقوا وهذا السياق الذي ساقه المصنف لابن أبي الدنيا ولفظ الجماعة والتشاحن في الدنيا والتباغض والتحاسد وليس عندهم ثم يكون الهرج.

<<  <  ج: ص:  >  >>