لئن فجعت بالقرناء يوماً ... لقد متعت بالأمل البعيد
وما عند المنية فوق نفسي ... ولا نفي الأحبة من مزيد
خلقنا أنفسنا وبني نفوس ... ولسنا بالجبال ولا الحديد
وقال محمود: حدثنا ابن الهيثم قال قال العتبي لما احتضر عبد الملك بن مروان تبطح على فراشه ثم قال يا دنيا ما أطيب روحك ونسيمك يا أهل العافية لا تستقلوا شيئاً منها حتى سمع كلامه من كان خارج القصر ثم أنشد:
ومن يبق مالاً عدة وصيانة ... فلا الشح يبقيه ولا الدهر وافره
ومن يك ذا عود صليب يعده ... ليكسر عود الدهر فالدهر كاسره
٤٠٠٧ - وروي أنه لما ثقل عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى (دعي له طبيب فلما نظر إليه قال الرجل قد سقي السم ولا آمن عليه الموت فرفع عمر) رحمه الله تعالى (بصره وقال ولا تأمن الموت أيضاً على من لم يسق السم قال الطبيب هل أحسست بذلك يا أمير المؤمنين قال نعم عرفت ذلك حين وقع في بطني قال فتعالج يا أمير المؤمنين فإني أخاف أن تذهب نفسك قال ربي خير مذهوب إليه والله لو علمت أن شفائي عند شحمة أذني ما رفعت يدي إلى أذني فتناولته اللهم خر لعمر في لقائك فلم يلبث إلا أياماً حتى مات) رواه ابن أبي الدنيا عن محمد بن الحسين حدثنا هشام بن عبد الله الرازي حدثنا أبو زيد الدمشقي قال لما ثقل عمر بن عبد العزيز دعي إليه طبيب فساق ورواه ابن الجوزي في كتاب الثبات من طريقه (وقيل لما حضرته الوفاة بكى فقيل ما يبكيك يا أمير المؤمنين أبشر فقد أحيا الله بك سنناً وأظهر بك عدلاً فبكى ثم قال أليس أوقف فأسئل عن أمر هذا الخلق فوالله لو عدلت فيهم لخفت على نفسي أن لا تقوم بحجتها بين يدي الله