ويتمثل:
رمتني سهام الدهر من حيث لا أرى ... فكيف بمن يرمي وليس برام
فلو أنها نبل إذاً لاتقيتها ... ولكنما أرمي بغير سهام
فأَفنى وما أفني من الدهر ليلة ... ولم يغن ما أفنيت سلك نظام
قال له الشعبي أفلا كما قال لبيد:
باتت تشكي إليَّ الموت مجهشةً ... وقد حملتك سبعاً بعد سبعينا
فإن تزيدي ثلاثاً تبلغي أملاً ... وفي الثلاث وفاء للثمانينا
ولما بلغ التسعين قال:
كأني وقد خلفت تسعين حجة ... خلعت بها عن منكبيّ ردائيا
فقال عبد الملك فأين قول الذي يقول:
تطارحيني يوم جديد وليلة ... هما أبليا عظمي وكل امرئٍ بالي
وما لليالي لا يغيرن صورتي ... وأبلين أعمامي وأبلين أخوالي
إذا ما سلخت الشهر أهللت مثله ... كفى قاتلاً سلخ الشهور وإهلالي
وقال محمود بن محمد: حدثني أحمد بن أبي طاهر حدثنا الزبير بن بكار حدثني عمي مصعب ومحمد بن الضحاك عن أبيه قال دخل أرطأة بن سهية المري على عبد الملك فقال له أنشدني من شعرك فأنشده:
رأيت المرء تأكله الليالي ... كأكل الأرض ساقطة الحديد
وما تجد المنية حين تأتي ... على نفس ابن آدم من مزيد
وأعلم أنها ستكر حتى ... توفي نذرها بأبي الوليد
فوجم لها عبد الملك وقال له وما أنت وذكري في شعرك قال ما أردت والله إلا نفسي يا أمير المؤمنين أنا أبو الوليد فقال عبد الملك إني والله أبو الوليد وجمع أصابعه في صدره قال الزبير سرق أرطاة هذا المعنى من زبان بن منظور الفزاري قال زبان: