تتكلوا على هذه الآية يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إن الداعر ليكون في الحي فلا يمنعوه فيعمهم الله بعقاب وله أيضاً من حديث ابن عباس قال قعد أبو بكر على منبر رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يوم سمى خليفة رسول الله فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي - صلّى الله عليه وسلم - ثم مد يده فوضعها على المجلس الذي كان النبي - صلّى الله عليه وسلم - يجلس عليه من منبره ثم قال سمعت الحبيب وهو جالس في هذا المجلس يتأول هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ثم فسرها فإن تفسيره لنا أن قال نعم ليس من قوم عمل فيهم بمنكر ويفسد فيهم بقبيح فلم يغيروه ولم ينكروه إلا حق على الله أن يعمهم بالعقوبة جميعاً ثم لا يستجاب لهم ثم أدخل أصبعيه في أذنيه فقال أن لا أكون سمعته من الحبيب صُمَّتا وأخرج أبو ذر الهروي في الجامع من طريق قيس بن أبي حازم قال سمعت أبا بكر الصديق وقرأ هذه الآية في المائدة لا يضركم من ضل إذا اهتديتم لتأمرنّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم أو ليعمنكم الله بعقاب.
٢٠٢٣ - (روي عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه) في اسمه أقوال وممن بايع تحت الشجرة منسوب إلى جده خشن بن لأي (أنه سأل رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عن تفسير قوله تعالى لا يضركم من ضل إذا اهتديتم فقال يا أبا ثعلبة مر بالمعروف وانهِ عن المنكر فإذا رأيت شحا مطاعا وهوى متبعا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بنفسك ودع العوام إن من ورائكم فتنا كقطع الليل المظلم للمتمسك فيها بمثل الذي أنتم عليه أجر خمسين منكم قيل بل منهم يا رسول الله قال بل منكم لأنكم تجدون على الخير أعواناً ولا يجدون عليه أعواناً).
قال العراقي: رواه أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجه اهـ.
قلت: ورواه أيضاً ابن جرير والبغوي في معجمه وابن المنذر وابن أبي حاتم