هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون أبا ذر وسلمان وفقراء المسلمين وكان عليهم جباب الصوف ولم يكن عليهم غيرها جلسنا إليك وحادثناك وأخذنا عنك فأنزل الله تعالى واتل ما أوحى إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحداً واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا حتى بلغ ناراً أحاط بهم سرادقها يتهددهم بالنار فقام نبي الله يلتمسهم حتى أصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله فقال الحمد الله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع قوم من أمتى معكم المحيا والممات وأما حديث ابن مسعود فقال إسحاق بن راهويه في مسنده أخبرنا جرير عن أشعث بن سوار عن كردوس عن عبد الله بن مسعود قال مر الملأ من قريش على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وعنده صهيب وبلال وخباب وعمار ونحوهم ناس من ضعفاء المسلمين فقالوا يا رسول الله أرضيت هؤلاء من قومك أفنحن نكون تبعاً لهؤلاء أهؤلاء من الله عليهم من بيننا اطردهم فلعلك إن تطردهم اتبعناك قال فأنزل الله تعالى وأنذر الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم إلى قوله فتكون من الظالمين.
٣٢١٦ - (سأله ثابت بن قيس بن شماس) بن زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك ابن بتلة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي خطيب الأنصار يكنى أبا محمد وقيل أبو عبد الرحمن قتل يوم اليمامة (فقال يا رسول الله إني امرؤ قد حبب إليّ من الجمال ما ترى أفمن الكبر هو فقال - صلّى الله عليه وسلم - لا ولكن الكبر من بطر الحق وغمص الناس).
قال العراقي: رواه مسلم والترمذي ولكن ليس فيهما أن القائل هو ثابت بن قيس وإنما رواه الطبراني من حديثه وقد تقدم انتهى.
قلت: وكذلك رواه الباوردي وابن قانع من حديث ثابت بن قيس بلفظ إنه ليس من الكبر أن تحسن راحلتك ورحلك ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس وعند سمويه في فوائده من حديث ثابت بن قيس قال يا رسول الله إني لأحب الجمال حتى أني لاحبه في شراك نعلي وجلاز سوطي وأن