قلت: لفظ الأزرقي عن ابن عباس أن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - جاء إلى السقاية فاستقى فقال العباس يا فضل اذهب إلى أمك فآت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بشراب من عندها فقال اسقني فقال يا رسول الله إنهم يجعلون أيديهم فيه فقال اسقني فشرب منه ثم أتى زمزم وهم يسقون عليها فقال اعملوا أنكم على عمل صالح الحديث وفي رواية هذا شراب قد مرث ومغث أفلا نسقيك لبناً وعسلاً فقال اسقونا مما تسقون به المسلمين وفي رواية قال اسقوني من النبيد فقال العباس إن هذا شراب قد مغث ومرث وخالطته الأيدي ووقع فيه الذباب وفي البيت شراب هو أصفى منه فقال منه فاسقني يقول ذلك ثلاث مرات فسقاه منه كذا أخرجهما الأزرقي في تاريخه وأخرج معناهما سعيد بن منصور عن عاصم عن الشعبي وذكر الملا في سيرته قوله إنهم يجعلون أيديهم فيه فقال اسقني لأتبرك بأكف المسلمين ذكره المحب الطبري في كتاب أفضل القرى قال وذكر ابن حزم أن ذلك كله كان يوم النحر وفيه دلالة على أنه لا ينبغي أن يتقذر ما يجعل الناس أيديهم فيه.
قال ابن السبكي:(٦/ ٣١٩) لم أجد له إسناداً.
[١٩٢١ - حديث الهجرة إلى الحبشة.]
قال العراقي: رواه موسى بن عقبة في المغازي ومن طريقه البيهقي في الدلائل عن ابن شهاب مرسلاً ورواه ابن سعد في الطبقات من رواية ابن شهاب عن ابن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام مرسلاً أيضاً ووصله من رواية أبي سلمة عن ابن عباس إلا أن ابن مسعود ذكر أن المشركين حصروا بني هاشم في الشعب وذكر موسى بن عقبة أن أبا طالب جمع بني عبد المطلب وأمرهم أن يدخلوا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - شعبهم ومغازي موسى بن عقبة أصح المغازي وذكر موسى بن عقبة أيضاً أنه أمر أصحابه حين دخل الشعب بالهجرة إلى أرض الحبشة ولأبي داود من حديث أبي موسى أمرنا النبي - صلّى الله عليه وسلم - أن ننطلق إلى أرض النجاشي قال البيهقي وإسناده صحيح ولأحمد من حديث ابن مسعود بعثنا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إلى النجاشي وروى ابن إسحاق بإسناد جيد ومن طريقه البيهقي في الدلائل من حديث أم سلمة أن بارض الحبشة ملكاً لا