قال العراقي: متفق عليه دون قوله فإن التوبة الخ وزاد وتوبي إليه فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه وللطبراني في الدعاء فإن العبد إذا أذنب ثم استغفر الله غفر له اهـ.
قلت: يشير إلى قصة أهل الإفك قال لها ما قال حين قال أهل الإفك ما قالوا إن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ثم توبي فإن العبد الحديث بطوله وقد رواه الجماعة إلا الترمذي.
٩٧٩ - (كان - صلّى الله عليه وسلم - يقول في الاستغفار اللهم اغفر لي خطيئتي) أي ذنبي (وجهلي) أي ما لم أعلمه (وإسرافي في أمري) أي مجاوزتي الحد في كل شيء (وما أنت أعلم به مني) مما علمته وما لم أعلمه (اللهم اغفر لي جدي وهزلي) وهما متضادان (وخطئ وعمدي) وهما متقابلان (وكل ذلك عندي) ممكن أو موجود أو أنا متصف بهذه الأمور فاغفرها لي قاله تواضعاً أو أراد ما وقع سهواً أو ما قبل النبوة أو مجرد تعليم للأمة (اللهم اغفر لي ما قدمت) قبل هذا الوقت (وما أخرت) عنه (وما أسررت) أي أخفيت (وما أعلنت) أي أظهرت أي ما حدثت به نفسي وما يتحرك به لساني قاله تواضعاً وإجلاله لله تعالى أو تعليماً لأمته وتعقب في الفتح الأخير فإنه لو كان للتعليم فقط كفى فيه أمرهم بأن يقولوا فالأولى أنه للمجموع (وما أنت أعلم به مني أنت المقدم) أي بعض العباد إليك بتوفيق الطاعات (وأنت المؤخر) بخذلان بعضهم من التوفيق فتؤخره عنك أو أنت الرافع والخافض أو المعز والمذل (وأنت على كل شيء قدير) أي أنت الفعال لكل ما تشاء ولذا لم يوصف به غير الباري ومعنى قدرته على الممكن الموجود حال وجوده أنه إن شاء أبقاه وإن شاء أعدمه ومعنى قدرته على المعدوم حين عدمه أنه إن شاء إيجاده أوجده وإلا فلا وفيه أن مقدور العبد مقدور لله تعالى حقيقة لأنه شيء.
قال العراقي: متفق عليه من حديث أبي موسى واللفظ لمسلم اهـ.
قلت: رواه في كتاب الدعوات من الصحيح ورواه كذلك البيهقي وغيره.