٥٩١ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - دخلت الجنة فرأيت بلالاً فيها فقلت لبلال بم سبقتني إلى الجنة فقال لا أعرف شيئاً إلاّ أني لا أحدث وضوأً إلاّ أصلي عقيبه ركعتين)
وفي بعض النسخ هنا زيادة (أو كما قال) وهي زيادة حسنة يؤتى بها للتأدب مع كلام رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -
قال العراقي: أخرجاه من حديث أبي هريرة اهـ
قلت: أخرجاه من طريق أبي زرعه عن أبي هريرة أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال لبلال عند صلاة الفجر يا بلال أخبرني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة قال ما عملت عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي هذا لفظ البخاري وقال مسلم فإني سمعت خشف نعليك الحديث وقال من إني لا أتطهر طهوراً تاماً الحديث وفي الصحيحين من حديث جابر رفعه دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة وسمعت خشفة.
فقلت: من هذا فقال هذا بلال الحديث وقد ظهر بذلك أن قول العراقي أخرجاه من حديث أبي هريرة أي بمعناه ولفظ الحديث الذي في سياق المصنف هو عند الترمذي من حديث بريدة الأسلمي قال أصبح رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فدعا بلالاً فقال يا بلال بم سبقتني إلى الجنة ما دخلت الجنة قط إلاَّ سمعت خشخشتك أمامي فقال ما أحدثت إلاّ توضأت وصليت ركعتين فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بهذا قال الترمذي حديث حسن غريب وأخرجه أيضاً الإمام أحمد فى المسند وابن حبان والحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط الشيخين وقد انفرد الترمذي بهذا السياق خاصة دون بقية الستة وعند الترمذي أيضاً في هذا الحديث فقال يا رسول الله ما أذنت قط إلاّ صليت ركعتين وما أصابني حدث قط إلا توضأت عندها ورأيت أن لله عليّ ركعتين فقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بهما وقوله بم سبقتني هكذا في نسخ المسند على الصواب وبوجد في نسخ سنن الترمذي بإثبات الألف بعد الميم وهو ضعيف ولغة القرآن حذف الألف كقوله تعالى لم أذنت لهم وعم يتساءلون.