التراب على رأسه) ويبكي (فقال له رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - هذا عملك) قد (أمرتك فلم تطعني فلما أبي أن يقبل منه شيئاً رجع إلى منزله فلما قبض رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - جاء بهما إلى أبي بكر الصديق) فقال يا أبا بكر قد عرفت منزلتي من رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وموضعي وإن رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - كان قد سخط عليّ فاقبل أنت صدقتي (فأبى أن يقبلها منه) حتى قبض (وجاء بهما إلى عمر بن الخطاب) فقال يا أمير المؤمنين اقبل أنت صدقتي (فأبى أن يقبلها) منه وقال لم يقبلها منك رسول الله ولا أبو بكر فكيف أقبلها أنا فقبض عمر وتول عثمان (وتوفي ثعلبة بعد خلافة عمر) في أيام عثمان.
قال العراقي: الحديث بطوله رواه الطبراني بسند ضعيف انتهى.
قلت: رواه أيضاً البغوي والباوردي وابن شاهين وابن السكن وابن قانع كلهم في الصحابة والديلمي وغيرهم كلهم في ترجمة ثعلبة بن حاطب بن عمرو والأوسي البدري من طريق معاذ بن رفاعة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة أن ثعلبة بن حاطب وساقوا القصة نحو سياق المصنف قال الحافظ في الإصابة وفي كون صاحب القصة إن صح الخبر ولا أظنه يصح هو البدري المذكور نظر وقد تأكدت مغايرة بينهما بقول ابن الكلبي أن البدري استشهد بأُحد ويقوّي ذلك أيضاً أن ابن مردويه روى في تفسيره من طريق عطية عن ابن عباس في الآية المذكورة قال وذلك أن رجلاً يقال له ثعلبة بن أبي حاطب من الأنصار أتى مجلساً فأشهدهم فقال لئن آتاني الله من فضله الآية فذكر القصة بطولها فقال إنه ثعلبة بن أبي حاطب والبدري اتفقوا على أنه ثعلبة بن حاطب وقد ثبت أنه - صلّى الله عليه وسلم - قال لا يدخل النار أحد شهد بدراً اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فمن يكون بهذه المثابة كيف يعقبه الله نفاقاً في قلبه وينزل به ما نزل فالظاهر أنه غيره والله أعلم.