قال العراقي: متفق عليه من حديث سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج والرجل الذي وجد مقتولاً هو عبد الله بن سهل الأنصاري.
٢١٠٣ - (كان) - صلّى الله عليه وسلم - (يعصب الحجر على بطنه من الجوع)
قال العراقي: متفق عليه من حديث جابر في قصة حفر الخندق وفيه فإذا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قد شد على بطنه حجراً وأغرب ابن حبان فقال في صحيحه إنما هو الحجزة بضم الحاء وآخره زاي جمع حجزة ولي بمنابع على ذلك ويرد على ما رواه الترمذي من حديث أبي طلحة شكونا إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر فرفع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - عن حجرين ورجاله كلهم ثقات اهـ.
قلت: وقد استشكل بما في الصحيحين أنه - صلّى الله عليه وسلم - قال لا تواصلوا قالوا إنك تواصل قال إني لست كأحدكم إني أطعم وأسقى وفي رواية يطعمني ربي ويسقيني وبهذا تمسك ابن حبان في حكمه ببطلان الأحاديث الواردة بأنه - صلّى الله عليه وسلم - كان يجوع ويشد الحجر على بطنه من الجوع قال وإنما هو الحجز بالزاي وهو طرف الإزار وما يغنى الحجر عن الجوع ويجاب بأن هذا خاص بالمواصلة فكان إذا واصل يعطى قوة المطاعم والمشارب أو يطعم ويسقى حقيقة على الخلاف في ذلك وأما في غير حالة المواصلة فلم يرد فيه ذلك فوجب الجمع بين الأحاديث بحمل الأحاديث الناصة على جوعه على غير حالة المواصلة وروى ابن أبي الدنيا أصاب النبي - صلّى الله عليه وسلم - جوع يوماً فعمد إلى حجر فوضعه على بطنه ثم قال ألا رب نفس طاعمة ناعمة في الدنيا جائعة عارية يوم القيامة الحديث وفي الصحيح من حديث جابر انا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية فقالوا للنبي - صلّى الله عليه وسلم - هذه كدية عرضت في الخندق فقام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا الحديث وقد رواه أيضاً أحمد والنسائي فقد علم بما تقرر أن الصواب صحة الأحاديث وقد رد الضياء المقدسي قول ابن حبان المتقدم في رسالة عد فيها أوهامه وعد ذلك من جملتها وحكمة شد الحجر أنه يسكن بعض ألم الجوع لأن البطن إذا خلا ضعف صاحبه عن القيام بتقوس ظهره فاحتيج لربط الحجر لشده وإقامة صلبه.