قال العراقي: رواه أحمد من حديث سهل بن سعد بسند ضعيف انتهى.
قلت: وقد روى نحوه من حديث علي رواه الديلمي ولفظه يأتي على الناس زمان لا يتبع فيه العالم ولا يستحيا فيه من الحليم ولا يوقر فيه الكبير ولا يرحم فيه الصغير يقتل بعضهم بعضاً قلوبهم قلوب الأعاجم وألسنتهم ألسنة العرب لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً يمشي الصالح منهم مستخفياً أولئك شرار خلق الله لا ينظر الله إليهم يوم القيامة.
٢٨٨١ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - ليلني) بكسر اللامين وخفة النون من غير ياء قبل النون وبإثباتها مع شدة النون على التأكيد هكذا ضبطه النووي بالوجهين وقال الطيبي حق هذا اللفظ أن تحذف منه الياء لأنها على صيغة الأمر وقد وجد بإثبات الياء وسكونها في سائر كتب الحديث والظاهر أنه غلط (منكم) أي ليدنون مني منكم يا أصحابي (ذوو الأحلام) وفي لفظ أولو الأحلام أي العقول (والنهي) جمع نهية بالضم وهي العقل الناهي عن القبائح هكذا فسره غير واحد وفيه لزوم التكرار من غير ضرورة داعية والأولى أن يفسر ذوو الأحلام بالبالغين والحلم بالضم مايراه النائم وقد غلب استعماله فيما يراه من دلالة البلوغ فدلالته على البلوغ التزامية (ثم الذين يلونهم) أي يقربون منهم في الوصف كالمراهقين (ثم الذين يلونهم) كالصبيان المميزين (ولا تختلفوا فتختلف) بالنصب (قلوبكم) أي تراصوا في الصفوف وليقرب بعضكم بعضاً ولا يختلف فإن الاختلاف الظاهر يورث اختلاف الباطن (وإياكم وهيشات الأسواق) جمع هيشة وهي الفتنة والاضطراب أي مختلطات الأسواق وجماعاتها والمعنى لا تكونوا مختلطين اختلاط أهل الأسواق فلا يتميز الذكور من الإناث ولا الصبيان من البالغين والظاهر من سياق المصنف لهذا الحديث هنا أن المراد بالأحلام هنا جمع الحلم بالكسر أي أصحاب هذه الصفة أي أهل الوقار والسكينة وهم أشراف الصحابة وسابقوهم ويدل على ذلك حديث ابن مسعود عند الحاكم ليلني