للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٢٠٩ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - إذا رأيتم المتواضعين فتواضعوا لهم وإذا رأيتم المتكبرين فتكبروا عليهم فإن ذلك مذلة لهم وصغار).

قال العراقي: غريب أيضاً والمعنى أن المتكبر إذا تواضعت له تمادى في تيهه وإذا تكبرت عليه يمكن أن يتنبه ومن ثم قال الشافعي ما تكبر عليَّ متكبر مرتين قال الزهري التجبر على أبناء الدنيا أوثق عرى الإسلام، وفي بعض الآثار التكبر على المتكبر صدقة ويؤيده ما تقدم من حديث ركب المصري طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل في غير مسكنة ومنه يؤخذ أن الرجل إذا تغير صديقه وتكبر عليه لنحو منصب أن يفارقه ولذلك قيل:

سأصبر عن رفيقي مما إذا جفاني ... على كل الأذى إلا الهوان

قال ابن السبكي: (٦/ ٣٥٤) لم أجد له إسناداً.

٣٢١٠ - (قال عمر رضي الله عنه إذا تواضع العبد لله رفع الله حكمته وقال انتعش) أي ارتفع (رفعك الله وإذا تكبر وعدا) أي تجاوز (طوره رهصه الله في الأرض) أي دفعه إليها (وقال اخسأ خسأك الله) والقائل بهذا هو الملك الموكل بالحكمة (فهو في نفسه كبير وفي أعين الناس حقير حتى إنه لأحقر عندهم من الخنزير) أوّله روى مرفوعاً من حديث أنس عند أبي نعيم والديلمي بلفظ ما من آدمى إلا وفي رأسه حكمة بيد ملك فإن تواضع رفعه بها وقال ارتفع رفعك الله وأن رفع نفسه جذبه إلى الأرض وقال أخفض خفضك الله وعند ابن صصرى في أماليه بلفظ فإن تواضع رفعه الله وإن ارتفع قمعه الله وكل ذلك قد تقدم وآخره رواه أبو نعيم من حديثه مرفوعاً بلفظ من تواضع لله رفعه الله فهو في نفسه صغير وفي أنفس الناس عظيم ومن تكبر وضعه الله فهو في أعين الناس صغير وفيه نفسه كبير حتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير.

<<  <  ج: ص:  >  >>