الصحابي الذي لم يسم فعند أبي داود أمناً وإيماناً وحديث ابن عباس هذا مستقل ودعوى التلفيق فيه نظر وروى ابن المبارك في الزهد من حديث الحسن مرسلاً ما من جرعة أحب ألى الله تعالى من جرعة غيظ كظمها رجل أوجرعة صبر على مصيبة وما قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع من خشية الله أو قطرة دم أهريق في سبيل الله.
٢٨٧١ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - من كظم غيظاً وهو يقدر على أن ينفذه دعاه الله على رؤس الخلائق ويخيره من أي الحور شاء) رواه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب وفي الصمت من حديث معاذ بن أنس ورواه كذلك أحمد وأبو داود والترمذي وقال حسن غريب وابن ماجة والطبراني والبيهقي وقد تقدم في آفات اللسان ورواه أبو نعيم وابن عساكر بزيادة في آخره ومن ترك ثوب جمال وهو قادر على لبسه كساه الله رداء الإيمان يوم القيامة ومن أنكح عبداً لله وضع الله على رأسه تاج الملك يوم القيامة.
٢٨٧٢ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - إنما العلم بالتعلم) أي إنما تحصيله بطريق الطلب والاكتساب من أهله وأخذه منهم حيث كانوا (و) إنما (الحلم بالتحلم) أي ببعث النفس وتنشيطها إليه (ومن يتحر الخير) أي من يجتهد في تحصيل الخير ويقصد (يعطه) أي يعطيه الله تعالى إياه (ومن يتوق الشر) أي من يحفظ نفسه من الوقوع فيه (يوقه) أي يحفظه الله تعالى منه.
قال العراقي: رواه الدارقطني في العلل من حديث أبي الدرداء بسند ضعيف انتهى.
قلت: ورواه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحلية والعسكري في الأمثال كلهم من طريق محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني حدثنا الثوري عن عبد الملك بن عمير عن رجاء عن ابن حيوة عن أبي الدرداء رفعه مثل سياق المصنف بزيادة لم يسكن الدرجات العلا ولا أقول لكم الجنة من تكهن أو استقسم أو تطير طيراً يرده من سفر قال الحافظ السخاوي ومحمد بن الحسن كذاب ولكن قد رواه البيهقي في المدخل من طريق هلال عن أبيه عن عبيد الله بن عمر وعن عبد الملك بن عمير به موقوفاً على أبي الدرداء انتهى.