بخطيئة ما وإن كان صالحاً فجعلت هذه الضغطة جزاء لها ثم تدركه الرحمة ولذلك ضغط سعد بن معاذ في التقصير من البول قال وأما الأنبياء عليهم السلام فلا نعلم أن لهم في القبور ضمة ولا سؤالاً لعصمتهم وقال النسفي في بحر الكلام المؤمن المطيع لا يكون له عذاب بالقبر وتكون له ضغطة القبر فيجد هول ذلك وخوفه لما أنه تنعم بنعمة الله تعالى ولم يشكر النعمة وروى ابن أبي الدنيا عن محمد التيمي قال كان يقال إن ضمة القبر إنما أصلها أنها أمهم ومنها خلقوا فغابوا عنها الغيبة الطويلة فلما رد إليها أولادها ضمتهم ضمة الوالدة التي غاب عنها ولدها ثم قدم عليها فمن كان لله مطيعاً ضمته برأفة ورفق ومن كان عاصياً ضمته بعنف سخطاً منها عليه لربها وروى البيهقي وابن منده والديلمي وابن النجار عن سعيد بن المسيب أن عائشة قالت يا رسول الله منذ يوم حدثتني بصوت منكر ونكير وضغطة القبر ليس ينفعني شيء قال يا عائشة إن أصوات منكر ونكير في أسماع المؤمنين كالإثمد في العين وإن ضغطة القبر على المؤمن كالأم الشفيقة يشكو إليها ابنها الصداع فتغمز رأسه غمزاً رفيقاً ولكن يا عائشة ويل للشاكين في الله كيف يضغطون في قبورهم كضغطة الصخرة على البيضة.
٤٠٧٠ - (أمر رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بالطهارة عند النوم لينام طاهراً).
قال العراقي: متفق عليه من حديث البراء إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة الحديث أهـ.
قلت: وتمامه ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم أسلمت وجهي إليك وفوّضت أمري إليك وألجأت ظهري إليك الحديث وفيه فإن مت من ليلتك فأنت على الفطرة واجعلهن آخر ما تتكلم به ورواه كذلك أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة.
٤٠٧١ - (انكشف دخول مكة لرسول الله - صلّى الله عليه وسلم - في النوم