به الجارود وأما حديث أبي بكرة فرواه الحارث بن أبي أسامة عن الخليل بن زكريا عن حبيب بن الشهيد عن الحسن عنه رفعه ليس للمؤمن أن يذل نفسه والخليل بن زكريا البصري ضعيف وأما حديث ابن عمر فرواه ابن عدي في الكامل في ترجمة أبي حفص عمر بن موسى بن سليمان الحارثي عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عنه رفعه لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه وقال ضعيف يسرق الحديث قال وهذا يعرف بعمرو بن عاصم عن حماد فسرقه منه عمر هذا.
قال العراقي: وله طريق آخر رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط من رواية مجاهد عن ابن عمر مثله وزاد فيه.
قلت: يا رسول الله كيف يذل نفسه الحديث وإسناده جيد.
قلت: وقد روى أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري رواه أبو يعلي في مسنده أشار له الجلال في جامعة الكبير وقرأت في الحلية لأبي نعيم في ترجمة الفضيل بن عياض قال له الفضل بن الربيع وهو مع هارون الخليفة ودق عليه الباب فلم يفتح أليس قد روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال ليس للمؤمن أن يذل نفسه فنزل ففتح الباب.
[١٢٩ - (قال - صلى الله عليه وسلم - إذا تعلم الناس العلم وتركوا العمل وتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقطاعوا بالأرحام لعنهم الله عند ذلك فأصمهم وأعمى أبصارهم).]
فهذا حال النفاق وترك العمل بما علم وأظهار ما يخالف باطنه من الحب والبغض ومقاطعة الأرحام التي أمروا بوصلها وهي أرحام العلم فالمتصف به يستحق الطرد والبعد من رحمة الله وقوله فأصمهم أي عن استماع الحق وأعمى أبصارهم أي عند رؤية الحق (رواه الحسن) أي البصري فإنه هو المراد عند إطلاقه عند المحدّثين فالحديث مرسل.
وقال العراقي: أخرجه الطبراني من حديث سلمان بإسناد ضعيف نحوه اهـ وقال في التخريج الكبير وقد ورد متصلاً من حديث سلمان وابن عمر أما