قلت: بل قد ورد أصرح من ذلك وروى الشيخان من حديث أبي موسى الجنة درة مجوّفة طولها في السماء ستون ميلاً لكل زاوية منها أهل لا يراهم الآخرون وروى أبو نعيم ومن طريقه الديلمي من حديث عبد الله بن سلام الجنة في السماء والنار في الأرض.
٣٣٠٩ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - ارحموا ثلاثة عالماً بين الجهال وغني قوم افتقر وعزيز قوم ذل).
قال العراقي: رواه ابن حبان في الضعفاء من رواية عيسى بن طهمان عن أنس وعيسى ضعيف ورواه فيه من حديث ابن عباس إلا أنه قال عالم يتلاعب به الصبيان وفيه أبو البختري واسمه وهب بن وهب أحد الكذابين انتهى.
قلت: لفظ ابن حبان في الضعفاء ارحموا ثلاثة عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر وعالماً بين جهال هكذا أورده في ترجمة عيسى وقال إنه يتفرد بالمناكير عن أنس كأنه كان يدلس عن أبان بن عياش ويزيد الرقاشي عنه لا يجوز الاحتجاج بخبره ورواه العسكري في الأمثال والسليماني في الضعفاء من طريق زيد بن أبي الزرقاء عن عيسى بن طهمان بلفظ ارحموا ثلاثة من الناس والباقي سواء وقال ثانيهما أن الحمل فيهما فيه على عيسى لكن وجد بخط الحافظ ابن حجر ما نصه عيسى ثقة لم يتكلم فيه غير ابن حبان وقد احتج به البخاري والنسائي والأمة ممن دونه انتهى.
وقال في التهذيب صدوق أفرط فيه ابن حبان والذنب فيما استنكره من حديثه لغيره وسبقه المزي فقال في ترجمته قال أحمد شيخ ثقة وعنه أيضاً ليس به بأس وكذلك قال ابن معين والنسائي وقال أبو حاتم لا بأس به يشبه حديثه حديث أهل الصدق ما بحديث بأس وقال أبو داود لا بأس به أحاديثه مستقيمة وقال مرة أخرى ثقة ورواه الخطيب من طريق جعفر بن هارون الواسطي عن سمعان عن أنس رفعه مثله لكن بلفظ فقيهاً يتلاعب به الصبيان الجهال وسمعان مجهول لا يكاد يعرف الضعف إلا به نسخة مكذوبة