٣٨٠٠ - (وفي حديث عبد الله بن عمرو) بن العاص رضي الله عنهما (من كانت الدنيا نيته جعل الله فقره بين عينيه وفارقها أرغب ما يكون فيها ومن تكن الآخرة نيته جعل الله غناه في قلبه وجمع عليه ضيعته وفارقها أزهد ما يكون فيها) كذا في القوت.
قال العراقي: رواه ابن ماجة من حديث زيد بن ثابت بإسناد جيد دون قوله وفارقها أرغب ما يكون فيها ودون قوله وفارقها أزهد ما يكون فيها وفيه زيادة ولم أجده من حديث عبد الله بن عمرو أهـ.
قلت: حديث زيد بن ثابت هذا جاء بألفاظ مختلفة منها عند ابن عساكر بلفظ من تكن الدنيا نيته جعل الله فقره بين عينيه وشتت الله عليه ضيعته ولا يأتيه منها إلا ما كتب له ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه ويكف عليه ضيعته وتأتيه الدنيا وهي راغمة وعند الطيالسي وابن ماجة والطبراني بلفظ من كانت نيته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا راغمة ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له وقد روى هذا أيضاً من حديث أنس بلفظ من كانت نيته طلب الدنيا شتت الله عليه أمره وجعل الفقر بين عينيه ولم يأته منها إلا ما كتب له ومن كانت نيته طلب الآخرة جمع الله عليه شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة هكذا رواه ابن أبي حاتم في الزهد وعند هناد والترمذي بلفظ من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له وهذا اللفظ قد رواه أيضاً الطبراني في الكبير من حديث ابن عباس ولم أر ذلك في حديث عبد الله بن عمرو في شيء من الكتب والذي يظهر لي أنه تصحف على النساخين في كتاب القوت وتبعه المصنف ويكون المراد عبد الله بن عمر لا عبد الله بن عمرو فقد روى الحاكم من حديث ابن عمر ما يقرب سياقه مما تقدم وهو من جعل الهموم هماً واحداً كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة ومن تشاعبت به الهموم