٢٦٩٢ - (قال أبو بكر رضي الله عنه في خطبته بعد وفاة رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - قام فينا رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - مقامي هذا عام أوّل ثم بكى) أبو بكر (وقال عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة) وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار أخرجه ابن أبي الدنيا من طريق أوسط بن إسماعيل البجلي وقد تقدم الكلام عليه في أوّل هذه الآفة وقد روى نحو ذلك من قول ابن مسعود قال ابن أبي الدنيا حدثنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة سمعت مرة الهمداني قال كان عبد الله يقول عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ويثبت البر في قلبه فلا يكون للفجور موضوع إبرة يستقر فيها وقد روى ذلك مرفوعاً قال ابن أبي الدنيا حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقاً (تنبيه) إيراد المصنف هذا هنا وفيما تقدم يوهم أن ذلك الكلام مرفوع إلى النبي - صلّى الله عليه وسلم - وإنما هو من كلام أبي بكر رضي الله عنه لأن ضمير ثم بكى وقال يرجع إليه لا إلى رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - فعلى هذا لو ذكره في الآثار كان أليق.
٢٦٩٣ - (قال معاذ) بن جبل رضي الله عنه (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم -) لي أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والوفاء بالعهد وبذل السلام وخفض الجناح).
قال العراقي: رواه أبو نعيم في الحلية وقد تقدم.
قلت: رواه من طريق إسماعيل بن رافع عن ثعلبة بن صالح عن رجل من أهل الشام عن معاذ قال قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يا معاذ انطلق فارحل راحلتك ثم ائتني أبعثك على اليمن فذكر الحديث وفيه فقال يا معاذ أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث ووفاء بالعهد وأداء الأمانة وترك الخيانة ورحم اليتيم وحفظ الجار وكظم الغيظ وخفض الجناح وبذل السلام ولين الكلام ولزوم الإيمان والتفقه في القرآن وحب الآخرة والجزع من الحساب وقصر الأمل وحسن العمل