قلت: لجابر كم كنتم قال ألفاً وخمسمائة وأما حديث ابن مسعود فأخرجه البخاري من طريق علقمة عنه ولفظه بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وليس معنا ماء فقال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اطلبوا من معه فضل ماء فأتى بماء فصبه في إناء ثم وضع كفه فيه فجعل الماء ينبع من بين أصابعه - صلى الله عليه وسلم - وأما حديث ابن عباس فأخرجه الدارمي وأبو نعيم بلفظ دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بلالا فطلب الماء فقال لا والله ما وجدت الماء قال فهل من شن فأتاه بشن فبسط كفيه فيه فأنبعت تحت يده عين فكان ابن مسعود يشرب وغيره يتوضأ وأما حديث أبي ليلى الأنصاري فأخرجه الطبراني وأبو نعيم وأما حديث أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرجه أبو نعيم من طريق القاسم بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده * (تنبيه) * ظاهر الأحاديث المتقدمة أن الماء كان ينبع من بين أصابعه بالنسبة إلى رؤية الرائي وهو في نفس الأمر للبركة الحاصلة فيه يفور ويكثر وكفه - صلى الله عليه وسلم - في الإناء فيراه الرائي نابعاً من بين أصابعه وظاهر كلام القرطبي إنه ينبع من نفس اللحم الكائن في الأصابع وبه صرح النووي في شرح مسلم ويؤيده قول جابر فرأيت الماء يخرج وفي رواية ينبع من بين أصابعه وهذا هو الصحيح وكلاهما معجزة له - صلى الله عليه وسلم -وإنما فعل ذلك ولم يخرجه من غير ملامسة ماء ولا وضع إناء تأدباً مع الله تعالى إذ هو المنفرد بابتداع المعلومات وإيجادها من غير أصل.
٢٥٣ - الصراط وهو ثابت على حسب ما نطق به الحديث (وهو جسر ممدود على متن جهنم) يرده الأولون والآخرون فإذا تكاملوا عليه قيل وقفوهم إنهم مسؤولون أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رفعه ويضرب الصراط بين ظهراني جهنم ولهما من حديث أبي سعيد ثم يضرب الجسر على جهنم (أدق من الشعر وأحدّ من السيف) أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد بلفظ بلغني أنه أدق من الشعر وأحد من السيف ورفعه أحمد من حديث عائشة والبيهقي في الشعب والبعث من حديث أنس وضعفه وفي البعث من رواية عبيد بن عمير مرسلاً ومن قول ابن مسعود الصراط كحدّ السيف وفي آخر الحديث ما يدل على أنه مرفوع.
قاله العراقي: وقول أبي سعيد بلغني له حكم المرفوع إذ مثله لا يقال من