الله - صلّى الله عليه وسلم - قال إن القبر أوّل منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه وإن لم ينج منه فما بعده شر منه وقال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - ما رأيت منظراً قط إلا والقبر أفظع منه قال عثمان فكان رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - إذا فرغ من دفن الميت قال استغفروا لصاحبكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يسئل ورواه أبو نعيم في الحلية مختصراً فقال حدثنا فاروق الخطابي حدثنا أبو مسلم حدثنا علي بن عبد الله المديني حدثنا هشام بن يوسف حدثنا عبد الله بن يحيى عن هانئ مولى عثمان بن عفان قال كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته.
٤٠٢١ - وقال محمود بن محمد في كتاب المتفجعين: حدثنا محمد بن موسى العمي حدثنا محمد بن عبد المنعم بن إدريس حدثنا هشام بن الكلبي عن أبيه وعوانة قالا بلغ الفرزدق سناً حتى قارب المائة فأصابته الدبيلة وهو بالبادية فقدم به البصرة فأتي برجل من بني قيس بن ثعلبة يتطبب فسقاه القار الأبيض فجعل يقول ويحكم أتعجلون إلي القار في الدنيا قبل الآخرة فمات وصلى عليه بلال بن أبي بردة، قال وحدثنا أحمد بن الأسود الحنفي حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي عن الأصمعي قال لما احتضر الفرزدق أوصى وأعتق رقيقه ثم أنشأ يقول:
أروني من يقوم لكم مقامي ... إذا ما الأمر جل عن الخطاب
إلى من تفزعون إذا حثوتم ... بأيدكم عليَ من التراب
فقالت جارية ممن كان أعتق نفزع إلى الله تعالى فقال يا فاعلة امحوا اسمها من العتق.
٤٠٢٢ - (قال رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - لأن أقدم سقطاً أحب إلي من أن أخلف مائة فارس كلهم يقاتل في سبيل الله) أي بعد موتي وذلك لأن الوالد إذا مات ولده قبله يكون أجر مصابه بفقده في ميزان الأب وإذا مات الوالد قبله يكون أجر المصيبة في ميزان الابن وهذه تسلية عظيمة في موت الأولاد وفيه رد على العز بن عبد السلام في ذهابه