كان ينزل قديداً (فساخت) أي غارت (قدما فرسه في الأرض واتبعه دخان) أي غبار من الأرض أي مع يبوسة الأرض ولا تسوخ قوائم الفرس في العادة إلا إذا كانت الأرض ندية (حتى استغاثه) وأنه لا يدل عديه (فدعا له فانطلقت الفرس) وكتب له أماناً وأسلم يوم الفتح.
قال العراقي: متفق عليه من حديث أبي بكر الصديق اهـ.
قلت: وروى البخاري هذه القصة من طريق البراء بن عازب عن أبي بكر الصديق وفي هذه القصة يقول سراقة مخاطباً لأبي جهل.
أبا حكم والله لو كنت شاهداً ... لأمر جوادي إذا تسيخ قوائمه
علمت ولم تشكك بأن محمداً ... رسول ببرهان من ذا يقاومه
٢٣٣٠ - (أخبر بمقتل الأسود العنسي) بفتح العين المهملة وسكون النون أي قبيلة من اليمن (الكذاب) لكونه كان ادعى النبوّة باليمن وكان قد أهمه - صلّى الله عليه وسلم - أمره (ليلة قتله وهو بصنعاء اليمن وأخبر بمن قتله).
قال العراقي: هو مذكور في السير والذي قتله هو فيروز الديلمي وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحى إليّ في المنام أن أنفخهما فنفختهما فطارا فأوّلتهما كذابين يخرجان من بعدي فكان أحدهما العنسى صاحب صنعاء الحديث اهـ.
قلت: أخرج سيف في الفتوح من طريق ابن عمر أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - بشرهم بموت الأسود العنسي قبل أن يموت وقال لهم قتله فيروز الديلمي وفيروز هذا أوفد على رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - وروى عنه أحاديث ثم رجع إلى اليمن وأعان على قتل الأسود وأخرج الجوزجاني من طريق حمزة عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال أتيت النبي - صلّى الله عليه وسلم - برأس الأسود العنسي الكذاب.