قلت: ورواه أيضاً العسكري والطبراني وابن لال من طريق خلاد بن عيسى عن ثابت عن أنس ولكن بلفظ الاقتصاد نصف العيش وحسن الخلق نصف الدين ورواه القضاعي في مسند الشهاب من حديث علي بلفظ المصنف لكن بزيادة والتؤدة نصف العقل والهم نصف الهرم وقلة العيال أحد اليسارين قال العامري شارحه حسن غريب وتعقب بأن فيه ابن لهيعة وفيه أيضاً إسحاق بن إبراهيم الشامي أورده الذهبي في الضعفاء وقال له مناكير وقد رويت هذه الزيادة في سياق الديلمي أيضاً إلا أنه قال والتؤدي بدل التؤدة ورواه البيهقي بنحوه من قول ميمون بن مهران ولابن حبان في صحيحه من حديث طويل عن أبي ذر أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال له يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق وقال بعضهم لولا أن النبي - صلّى الله عليه وسلم - قال التدبير نصف العيش لقلت بل هو العيش كله.
٣٠٢٠ - (قال - صلّى الله عليه وسلم - من اقتصد) في أموره كلها (أغناه الله تعالى ومن بذر) أي أسرف وتجاوز عن الحدود (أفقره الله ومن ذكر الله عز وجل أحبه الله).
قال العراقي: رواه البزار من حديث طلحة بن عبيد الله دون قوله ومن ذكر الله أحبه الله وشيخه فيه عمران بن هارون البصري قال الذهبي شيخ لا يعرف حاله أتى يخبر منكر أي هذا الحديث ولأحمد وأبي يعلى من حديث لأبي سعيد ومن أكثر ذكر الله أحبه الله وسيأتي في ذم الكبر انتهى.
قلت: لفظ البزار في مسنده عن طلحة قال كنا نمشي مع رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - بمكة وهو صائم فأجهده الصوم فحلبنا له ناقة في قعب وصببنا عليه عسلاً نكرمه به عند فطره فلما غابت الشمس ناولناه فلما ذاقه قال بيده كأنه يقول ما هذا قلنا لبناً وعسلاً أردنا أن نكرمك به أحسبه قال أكرمك الله بما أكرمتني أو دعوة هذا معناها ثم قال من اقتصد أغناه الله ومن بذر أفقره الله ومن تواضع رفعه الله ومن تجبر قصمه قال الهيثمي: وفيه ممن لم أعرفه اثنان وأما عمران بن هارون البصري فوجدت بخط الحافظ ابن حجر ما نصه قال البزار كان مستوراً اهـ.