٣٩١٨ - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - نعمتان) من نعم الله تعالى كما في رواية (مغبون فيهما) من الغبن بالسكون والتحريك قال الجوهري في البيع بالسكون وفي الرأي بالتحريك فيصح كل هنا إذ من لا يستعملها فيما ينبغي فقد غبن ولم يحمد رأيه (كثير من الناس الصحة والفراغ) من الشواغل الدنيوية المانعة عن أمور الآخرة شبه المكلف بالتاجر والصحة والفراغ برأس المال لكونهما من أسباب الأرباح ومقدمات النجاح فمن عامل الله بامتثال أوامره ربح ومن عامل الشيطان باتباعه ضيع رأس ماله ونبه بكثير على أن الموفق لذلك قليل رواه البخاري والترمذي وابن ماجة من حديث ابن عباس وقد تقدم ويروى نعمتان الناس فيها متغابنون الصحة والفراغ (أي أنه لا يغتنمهما ثم يعرف قدرهما عند زوالهما) وقال الحسن يقول ابن آدم نعمتان عظيمتان المغبون فيهما كثير الصحة والفراغ فمهلاً مهلاً لثواء هنا قليل أخرجه العسكري في الأمثال وقال الصحة عند بعضهم الشباب قال والعرب تجعل مكان الصحة الشباب.
٣٩١٩ - (وقال - صلّى الله عليه وسلم - من خاف أدلج) أي سار من أوّل الليل هذا إذا كان بالتخفيف أو معناه سار من آخره إذا كان بالتشديد (ومن أدلج بلغ المنزل) والمراد التشمير في الطاعة والمعنى من خاف ألزمه خوفه السلوك إلى الآخرة والمبادرة للعمل الصالح خوف القواطع والعوائق (ألا إن سلعة الله غالية) أي رفيعة القدر (ألا إن سلعة الله الجنة) قال الطيبي هذا مثل ضربه لسالك الآخرة فإن الشيطان على طريقه والنفس وأمانيه الكاذبة أعوانه فإن تيقظ في سيره وأخلص في عمله أمن من الشيطان وكيده ومن قطع الطريق أهـ.
وقال العلاء: أخبر أن الخوف من الله هو المقتضى للسير إليه بالعمل الصالح المشار إليه بالإدلاج وعبر ببلوغ المنزل عن النجاة المترتبة على العمل الصالح وأصل ذلك كله الخوف.